0 / 0

ما حكم زيادة ( وتعاليت ) بعد قول ( وتباركت ) في الذكر الوارد بعد الصلاة ؟

السؤال: 234511

ما حكم قول ( وتعاليت ) في أذكار الصلاة عند تباركت يا ذا الجلالِ والإكرام ، فهل ( وتعاليت ) بعد ( وتباركت ) لا أصل لها ، وما هي فتوى الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله ؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولاً :
لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( وتعاليت ) بعد قول : ( تباركت ) في الذكر الوارد بعد الصلاة ؛ والذي ثبت عنه عليه الصلاة والسلام في ذلك الموضع ، قول : ( اللهم أنت السلام ومنك السلام ، تباركت يا ذا الجلال والإكرام ) ، وفي لفظ : ( ذا الجلال والإكرام ) بحذف حرف النداء ( يا ) .

فقد روى مسلم (591) عن ثوبان رضي الله عنه ، قال : ” كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، إِذَا انْصَرَفَ مِنْ صَلَاتِهِ اسْتَغْفَرَ ثَلَاثًا “، وَقَالَ : ( اللهُمَّ أَنْتَ السَّلَامُ وَمِنْكَ السَّلَامُ ، تَبَارَكْتَ ذَا الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ ) .

وروى مسلم (592) ، وأهل السنن عن عائشة رضي الله عنها ، قالت : ” كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا سَلَّمَ لَمْ يَقْعُدْ إِلَّا مِقْدَارَ مَا يَقُولُ : ( اللهُمَّ أَنْتَ السَّلَامُ وَمِنْكَ السَّلَامُ ، تَبَارَكْتَ يَا ذَا الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ ) .

قال الشيخ بكر أبو زيد رحمه الله في ” تصحيح الدعاء ” (ص/431) :
” وأما زيادة لفظ ( وتعاليت ) بعد لفظ ( تباركت ) ، فلا تثبت في هذا الحديث ، وهي ثابتة في دعاء القنوت ( اللهم اهدنا فيمن هديت… تباركت وتعاليت ) وفي دعاء الاستفتاح بلفظ : ( سبحانك اللهم وبحمدك … وتعالى جدك ) ” انتهى .

وقد سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
” في هذا الدعاء : ” اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت وتعاليت يا ذا الجلال والإكرام ” ، ما حكم كلمة تعاليت في هذا الدعاء ؟
فأجاب رحمه الله تعالى :
” الأفضل أن لا يقولها في هذا المكان ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يقولها في هذا المكان – إذا فرغ من الصلاة – بل كان يقول : ” اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام ” .
وأما في غير هذا المكان ، فلا حرج أن يقول : تباركت ربنا وتعاليت ، وما أشبه ذلك ؛ لأن الجمع بين البركة والتعالي لم يرد منعٌ منه ، ولا يقتضي معنىً فاسداً ، لكن الأذكار الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم على صفةٍ معينة : الأفضل للإنسان أن يلتزم بها ، وأن لا يزيد عليها ولا ينقص ” انتهى من ” فتاوى نور على الدرب ” لابن عثيمين .

ثانياً :
لا نعلم ، بعد البحث ، أن للشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله فتوى خاصة ، سئل فيها عن لفظة ( وتعاليت ) بعينها ، هل تقال في أذكار الصلاة أو لا ؟
لكن قد يفهم من عموم كلامه ، أن لفظة ( وتعاليت ) ليست ثابتة عنده في ذلك الموضع ؛ وذلك لكونه لما بَيَّن ما يقال من الأذكار بعد الصلاة ، لم يذكر تلك اللفظة .

فقد جاء على موقعه رحمه الله : بيان ما يقال بعد الصلاة من أذكار على هذا الرابط :http://www.binbaz.org.sa/node/8475

وجاء – أيضاً – في ” فتاوى نور على الدرب ” لابن باز (9/161) :
” يسكن معي في مكان العمل أخ في الإسلام مصري الجنسية ، ونصلي جماعة ونختلف بعد الصلاة ؛ لأني أقول بعد الصلاة : ( الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ) اللهم أنت السلام ومنك السلام ، أحينا ربنا بالسلام ، وأدخلنا الجنة دارك دار السلام ، تباركت وتعاليت ، أستغفر الله العظيم من كل ذنب وأتوب إليه . ويقول هو : هذا خطأ ، قل : أستغفر الله ثلاث مرات ، فهذا هو القول الصحيح . وجهوني حول ما قلت وحول ما قال صاحبي ؟

الجواب : الذي قاله صاحبك هو الصواب ، وقد ثبت في صحيح مسلم عن ثوبان رضي الله عنه قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا انصرف من صلاته – يعنى إذا سلم من صلاته – قال : أستغفر الله – ثلاثا – اللهم أنت السلام ومنك السلام ، تباركت ذا الجلال والإكرام هذا هو المشروع ، أما الحمد له ، وقول: أحينا بالسلام . وما ذكرت في كلامك هذا لا أصل له بعد السلام ، وإنما المشروع ما قاله صاحبك : أستغفر الله ، أستغفر الله ، أستغفر الله . ثم تقول : اللهم أنت السلام ومنك السلام ، تباركت يا ذا الجلال والإكرام . هذا هو السنة …. ” انتهى .

والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android