0 / 0
114,17301/02/2016

هل على الأخ الصغير أن يوقر أخاه الكبير ويطيعه ؟

السؤال: 235610

هل طاعة الأخ الكبير واجبة مع وجود الأب والأم ، مع العلم أنّ الأب يعمل في دولة أخرى ، ولا يوجد في البيت معي سوى أمي وأخي الكبير ، الذي يأمرني بتنظيف المنزل ، أو يتابع مستوى تحصيلي في الدراسة ، وهو يعتقد أنه يجب طاعته ، والإجابة على أسئلته عندما يسألني عن أحوالي ، مع العلم أنني أتجنب الرد على أسئلته ؛ لإن أسلوبه غير إسلامي وغير مناسب ، وأخشى التجادل معه ؛ لأنني قد أرتكب معصية حينها ؟ وهل تجب طاعته إن كان أبي موجودا معنا ؟ فأنا أطيع أبي وأمي ـ الحمد لله ـ ولكن مشكلتي مع أخي .

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

ينبغي للإخوة أن يرحم كبيرُهم صغيرهم ، وأن يوقر صغيرُهم كبيرهم ، وأن يجمع بينهم التآلف ، والتحاب ، والتناصح ، وعدم الاختلاف .
وقد روى الترمذي (1919) عن أنس عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: ( لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَرْحَمْ صَغِيرَنَا وَيُوَقِّرْ كَبِيرَنَا ) وصححه الألباني في “صحيح الترمذي” .
قال المناوي رحمه الله :
” يُعْطَى الكبير حقه من الشرف والتوقير ” انتهى من “فيض القدير” (5/ 388) .

والأخ الكبير له شيء من الولاية على أخيه الصغير .
قال الشرواني في “حاشيته” (3/ 21):
” منْ لَهُ وِلَايَةُ التَّأْدِيبِ، فَيَشْمَلُ الْأُمَّ وَالْأَخَ الْكَبِيرَ ” انتهى .
وقال الجمل في “حاشيته” (4/ 426):
” يُؤْخَذُ مِنْ التَّعْلِيلِ أَنَّ مِثْلَ الْأَبِ كُلُّ مَنْ لَهُ وِلَايَةُ التَّأْدِيبِ ، كَعَمِّهِ ، وَأَخِيهِ ” انتهى .

وما دام الأب مسافرا ، فقد جرت عادة الناس أن الأخ الكبير يقوم بدور الأب في البيت ، فيكون هو المسئول عن الأسرة وعن تأديب إخوانه الصغار ومتابعتهم في التعليم ، ونحو ذلك ؛ فعليهم أن يوقروه ويطيعوه .

وأما في حالة وجود الأب معكم في البيت .
فالأب هو الذي يدير البيت ويرتب مسئوليات كل شخص فيه ، فإن أمركم بطاعة أخيكم الكبير، فعليكم طاعته ، وكذلك إذا لم يأمركم بها صراحة ، ولكنه يحب ذلك منكم ، أو استقر العرف عندكم بذلك .

ولا شك أن الأب يحب من أولاده أن يكونوا متحابين متطاوعين غير مختلفين .
وقد أرسل الرسول صلى الله عليه وسلم معاذ بن جبل وأبا موسى الأشعري حاكمين على اليمن ، كل واحد منهما على منطقة منه وقال لهم : (تطاوعا ولا تختلفا) متفق عليه .

ومتابعة الأخ الأكبر أخاه الصغير في دروسه ، وسؤاله عن أحواله ، مما يدل على رشده وجودة عقله ، وعلى الصغير مراعاة ذلك ، فيجيبه عما يسأل عنه ، ويمتثل له ، ولا يغضب لسؤاله ومتابعته ، فهو لا يفعل ذلك إلا لحرصه على مصلحة أخيه ، وحبه الخير له .
وكذلك إذا أمره بتنظيف البيت ، وإعانة أمه أو أخواته في ذلك ، فله الحق في هذا الطلب ، وعلى الصغير أن يطيعه ؛ لأنه يأمره بمعروف ، ويحثه على طاعة والدته ، وإعانة أخواته ، وهذا كله مشروع .
ولكن ، عليه أن يأمر أخاه برفق ولين ، ولا يشتد عليه ويعنف ، فإن الرفق ما كان في شيء إلا زانه ، والعنف ما كان في شيء إلا شانه .
فإذا كان في كلامه شيء من العنف فعلى أخيه الصغير أن يدله على الرفق في معاملته ومحادثته ، ولا حرج عليه أن يطلب من والدته أمره بذلك ، وإن احتاج أن يطلب ذلك من أبيه بعد عودته من سفره فله ذلك ، في سبيل انتظام حال الأسرة وعدم تفككها ، ومراعاة توافر المحبة والمودة بين أفرادها ، وتحلّ المشاكل بالتناصح والحكمة والموعظة الحسنة ، لا بالضجر والعنف والشدة .

وانظر جواب السؤال رقم : (137115) .
والله تعالى أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

answer

موضوعات ذات صلة

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android