ما حكم الشعر المنزوع ( المنتوف) من بدن الإنسان ؟ هل هو نجس أم طاهر ؟
هل الشعر المنتوف من بدن الإنسان طاهر، أم نجس ؟
السؤال: 236527
ملخص الجواب
والحاصل: أن شعر الآدمي طاهر سواء انفصل عن بدنه في حال الحياة أو بعد الموت ، وسواء انفصل بالقص أو النتف ، وإلى هذا ذهب جمهور العلماء رحمهم الله . والله أعلم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
شعر الإنسان طاهر سواء انفصل عن بدنه في حال الحياة أو بعد الموت ، وسواء انفصل بالقص أو النتف ، وإلى هذا ذهب جمهور العلماء ، وهو مذهب الأئمة الثلاثة : مالك والشافعي وأحمد رحمهم الله .
قال ابن قدامة رحمه الله في ” المغني ” (1/107) :
“وشعر الآدمي طاهر ، متصله ومنفصله ، في حياة الآدمي وبعد موته” انتهى .
وقال ابن مفلح في ” المبدع” (1/214) :
“حكم أجزاء الآدمي وأبعاضه حكم جملته ، سواء انفصلت في حياته أو بعد موته … وكذا شعره ، مطلقا ” انتهى .
وذكر النووي في “المجموع” (1/285) عن الإمام الشافعي قولين في طهارة شعر الآدمي . ثم قال : “واتفق الأصحاب علي أن المذهب أن شعر غير الآدمي وصوفه ووبره وريشه : ينجس بالموت .
وأما الآدمي فاختلفوا في الراجح فيه ، فالذي صححه أكثر العراقيين نجاسته ، والذى صححه جميع الخراسانيين ، أو جماهيرهم : طهارته . وهذا هو الصحيح ، فقد صح عن الشافعي رجوعه عن تنجيس شعر الآدمي ، فهو مذهبه ، وما سواه ليس بمذهب له.
ثم الدليل يقتضيه ، وهو مذهب جمهور العلماء .
ثم إن هذا الخلاف في شعر ميتة الآدمي : مفرع على نجاسة ميتة الآدمي ، أما إذا قلنا بطهارة ميتته فشعره طاهر بلا خلاف” انتهى من ” المجموع ” (1/286) .
وقال النووي أيضا في “روضة الطالبين” (1/ 15):
” الْأَصْلُ أَنَّ مَا انْفَصَلَ مِنْ حَيٍّ فَهُوَ نَجِسٌ ، وَيُسْتَثْنَى الشَّعْرُ الْمَجْزُوزُ مِنْ مَأْكُولِ اللَّحْمِ فِي الْحَيَاةِ، وَالصُّوفُ، وَالْوَبَرُ، وَالرِّيشُ، فَكُلُّهَا طَاهِرَةٌ بِالْإِجْمَاعِ.
وَالْمُتَنَاثِرُ وَالْمَنْتُوفُ : طَاهِرٌ عَلَى الصَّحِيحِ .
وَيُسْتَثْنَى أَيْضًا شَعْرُ الْآدَمِيِّ ، وَالْعُضْوُ الْمُبَانُ مِنْهُ ، وَمِنَ السَّمَكِ ، وَالْجَرَادِ، وَمَشِيمَةُ الْآدَمِيِّ : فَهَذِهِ كُلُّهَا طَاهِرَةٌ عَلَى الْمَذْهَبِ ” انتهى .
وجاء في “الموسوعة الفقهية” (39/ 422):
” ذَهَبَ الْحَنَفِيَّةُ فِي الصَّحِيحِ إِلَى أَنَّ شَعْرَ الآْدَمِيِّ غَيْرَ الْمَنْتُوفِ طَاهِرٌ ، بِخِلاَفِ الْمَنْتُوفِ فَإِنَّهُ نَجِسٌ لِمَا يَحْمِل مِنْ دُسُومَةٍ .
وَذَهَبَ الْمَالِكِيَّةُ فِي الْمُعْتَمَدِ عِنْدَهُمْ إِلَى طَهَارَةِ مَا أُبِينَ مِنَ الآْدَمِيِّ مُطْلَقًا ، سَوَاءٌ كَانَ فِي حَال حَيَاتِهِ أَوْ بَعْدَ مَوْتِهِ، بِنَاءً عَلَى الْمُعْتَمَدِ مِنْ طَهَارَةِ مَيْتَتِهِ ، وَأَمَّا عَلَى الْقَوْل الآْخَرِ فِي الْمَذْهَبِ ، فَمَا أُبِينَ مِنْهُ نَجِسٌ مُطْلَقًا ” انتهى .
هل انتفعت بهذه الإجابة؟
المصدر:
موقع الإسلام سؤال وجواب