0 / 0
10,14507/10/2015

يستيقظ طوال الليل ، ووالداه ينهيانه عن ذلك ، فهل تجب عليه طاعتهما ؟

السؤال: 236576

هل تجب طاعة الوالدين دائماً ؟ فأنا أظل مستيقظاً حتى دخول وقت الفجر ؛ لأصلي الفجر ، ثم أخلد للنوم ، لأنني إن لم أفعل ذلك فعلى الأغلب لن أستيقظ لصلاة الفجر ، فغالباً ما أستيقظ في الساعة 10 ، حتى لو نمت في وقت مبكر ، وكذلك الأمر لو نمت بعد صلاة الفجر ، ولكوني الآن في وقت عطلة ، فأنا أرغب في فعل ذلك ، ولكن أهلي لا يريدونني أن أبقى مستيقظاً طوال الليل ، فهل يجب طاعتهم في ذلك ؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

طاعة الوالدين واجبة على الولد فيما فيه نفعهما ، ولا ضرر فيه عليه ، أما ما لا منفعة لهما فيه ، أو ما فيه مضرة على الولد ، فإنه لا يجب عليه طاعتهما حينئذ ،
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في " الاختيارات " (ص 114) : " ويلزم الإنسان طاعة والديه في غير المعصية ، وإن كانا فاسقين … وهذا فيما فيه منفعة لهما، ولا ضرر عليه " انتهى .
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
" لو قالا له : لا تأكل من هذا الطعام ، لا تأكل لحماً، لا تأكل أرزاً ، لا تأكل الشيء المعين ، وهو مما يشتهيه ، فلا يلزمه طاعتهما في ذلك ؛ لأنه لا مصلحة لهما في ذلك ، وفيه ضررٌ عليه لفوات محبوبه " .
انتهى من "لقاء الباب المفتوح" (49/ 6) بترقيم الشاملة .
هذا هو الضابط فيما يجب على الولد طاعة والديه فيه .

وبناء على هذا ؛ 

فإذا كان سهرك يضيع مصلحة والديك ، وذلك بنومك ساعات طويلة من النهار ، بحيث لا يمكنك القيام بما يطلبانه منك ، فطاعتهما حينئذ واجبة عليك .

أما إذا كنت تقوم بمصلحتهما وبخدمتهما ولا تقصر في ذلك ، فالذي يظهر : أنه لا يجب عليك طاعتهما في عدم السهر .

فإذا تعذر عليك أن تقوم لصلاة الفجر ، إلا بذلك السهر في الصيف ، فلا حرج عليك أن تسهر في أمر ينفعك ، وتدرك بذلك صلاة الفجر في وقتها . 

وفي هذه الحالة ينبغي أن تسترضي والديك ، وتبين لهما أنك إنما تفعل ذلك من أجل الحرص على صلاة الفجر في وقتها .  
وعلى كل حال : فالواجب عليك الحرص على الصلاة على وقتها ، فهي أفضل الأعمال وأجلها ، ومن أعظمها : صلاة الفجر . 

لكن اجتهد في أن تبحث عن بدائل أخرى تغنيك عن السهر ، كالمنبه أو الهاتف ، أو تطلب من أحد أصدقائك الاتصال بك لإيقاظك ، أو يتعاون معك الوالدان ويقومان هما بإيقاظك ونحو ذلك من الحلول ، التي يكون فيها الجمع بين مصلحة الصلاة في وقتها ، وإرضاء الوالدين ، مع مصلحة أخرى لك وهي أن نوم الليل أنفع للبدن وراحة الإنسان من نوم النهار ، لأن السهر قد يؤثر على صحة الإنسان ونشاطه بوجه عام . 

والله تعالى أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android