0 / 0
63,77615/12/2015

الضحك عند رؤية المعصية أو الاستهزاء بالدين، وحكم إرضاء الناس بسخط الله

السؤال: 238313

اشترى أستاذي هاتفا جديدا ، فقلت له : مبروك ، فقال لي مازحا: مبروك هذه قد تدمر التلفون يقصد الحسد فضحكت ، فهل أكفر بسبب ضحكي على استهزائه ؟ وهل إذا ضحكت عند وقوع معصية أو كفر هل أكفر وإذا كان رغما عني ؟ وهل إذا ضحكت عند استهزاء أحد الناس بالدين كي لا يكرهوني أو يستهزئوا بي هل أكفر؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولا :
اعلم أن المسلم لا يخرج من ملة الإسلام إلا بيقين ، فلا يخرج بالوسوسة أو الخطأ أو الإكراه أو بمجرد حديث النفس ، فكل هذا لا يؤاخذ المسلم به فضلاً عن أن يكفر.
قال الله تعالى : ( وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً ) الأحزاب/5 .
وقال صلى الله عليه وسلم : ( إِنَّ اللَّهَ تَجَاوَزَ عَنْ أُمَّتِي مَا حَدَّثَتْ بِهِ أَنْفُسَهَا مَا لَمْ تَعْمَلْ أَوْ تَتَكَلَّمْ ) متفق عليه .
وقَالَ أيضًا : ( إِنَّ اللَّهَ تَجَاوَزَ عَنْ أُمَّتِي الْخَطَأَ وَالنِّسْيَانَ وَمَا اسْتُكْرِهُوا عَلَيْهِ ) رواه ابن ماجه وصححه الألباني .
وينظر جواب السؤال رقم: (39684)، (60303).
ولا شك أنك لم تقصد الاستهزاء بالدين عندما ضحكت من قول أستاذك: ( مبروك هذه تدمر التليفون ) ، وليس في ضحكك من هذه الكلمة ما يدل على الاستهزاء أصلاً ، وليس في كلامه ـ أيضا ـ ما له علاقة بالدين ، وأحكامه ، وشرائعه !! فدع عنك الوساوس يا عبد الله .
ثانيا :
أما الضحك عند رؤية المعصية أو الكفر أو الاستهزاء بالدين فلا يجوز البتة ، بل الواجب على المسلم إذا سمع أو رأى شيئاً من المعصية أو الاستهزاء بالدين أن ينكر على قائله وفاعله إنكاراً شديداً ، فإن لم يستجب له : لزمه مغادرة المكان الذي هو فيه.
قال تعالى : ( وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا ، فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ ، إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ ، إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا )النساء/140.
وأما التبسم والضحك عند سماع هذا الكلام ، فيجعل صاحبه شريكا للقائل في الإثم إن كان عن رضاً وقبول لمثل هذا المنكر ، كما قال تعالى : (إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ ) ، وإن لم يكن عن رضا وقبول ، فهو معصية كبيرة تدل على عدم تمكن تعظيم الله وشعائره من قلبه .
والواجب على المسلم أن يعظم شعائر الله وآياته ، كما قال تعالى : (وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ) الحج/32.
ولا يجوز للمسلم أن يُرضي أحدًا بسخط الله تعالى ، فمن فعل ذلك سخط الله عليه وأسخط عليه الناس، فعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَنِ الْتَمَسَ رِضَى اللَّهِ بِسَخَطِ النَّاسِ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، وَأَرْضَى النَّاسَ عَنْهُ ، وَمَنِ الْتَمَسَ رِضَا النَّاسِ بِسَخَطِ اللَّهِ ، سَخَطَ اللَّهُ عَلَيْهِ ، وَأَسْخَطَ عليه الناس ) رواه ابن حبان “الإحسان في تقريب صحيح ابن حبان” (1 /510) .
وراجع الفتوى رقم : (219244).
والله أعلم.

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android