هل يمكن أن تنتقم الشياطين من الرقاة ؟
السؤال: 240537
منذ مدة كنت أعالج بالرقية الشرعية من الكتاب والسنة ، والآن قطعتها ، والسبب في ذلك أنني استيقظت من نومي منتصف ليلة فوجدت في وجهي ضربتين ، كأنها كيٌّ بالنار تماما ، ووجهي محمر ، وتقيأت مع دوخة ، فاستغربت هل هذا من انتقام شياطين الجن من الرقاة أم لا ؟ مع العلم أنني مواظب على التحصينات اليومية ـ ولله الحمد ـ .
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
قد يكون هذا من البلاء والأذى الذي يحصل للمسلم من الشياطين ، فكما أنه قد يتعرض
لأذى الإنسيّ وضربه وسبه ، فكذلك يمكن أن يتعرض لمثله من الجنيّ .
وتسلط الجن على بعض بني آدم ، لسبب ، أو لغير سبب ، بأنواع من الأذى في بدنه ، أو
ماله ، أو نحو ذلك : أمر معروف ومشهور ؛ وإلا فمن أي شيء كنت ترقي الناس ؟
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
” والشياطين يوالون من يفعل ما يحبونه ، من الشرك والفسوق والعصيان.
فتارة يخبرونه ببعض الأمور الغائبة ليكاشف بها.
وتارة يؤذون من يريد أذاه ؛ بقتل وتمريض ونحو ذلك.
وتارة يجلبون له من يريده من الإنس.
وتارة يسرقون له ما يسرقونه من أموال الناس ، من نقد وطعام وثياب وغير ذلك ؛
فيعتقد أنه من كرامات الأولياء وإنما يكون مسروقا .. ” انتهى من “مجموع الفتاوى”
(1/174) .
والواجب عليه في مثل ذلك :
أن يتقي ويصبر ، ويسأل الله العون وكشف الضر ، ويتحصن بالتحصينات الشرعية من الذكر
وتلاوة القرآن ، فيحافظ على أذكار الصباح والمساء ، وأذكار الصلوات ، وأذكار النوم
، وغير ذلك من الأذكار المقيدة والمطلقة .
كما يحافظ على ورد التلاوة ، ولا يترك تلاوة القرآن ، وخاصة سورة البقرة ، فإن
الشياطين تفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة .
ولا نقدر أن نقطع بأن ذلك بسبب ما كنت تباشره من الرقية ، ولكن عد إلى رقية الناس
بالرقى الشرعية ، ما دمت في ذلك تنفع الناس ، وتعينهم على كشف الضر ، وتفريج الكربة
، والتزم فيها بأحكام وآداب الشريعة .
روى مسلم (2199) عن جَابِر بْن عَبْدِ اللهِ قال: ” لَدَغَتْ رَجُلًا مِنَّا
عَقْرَبٌ ، وَنَحْنُ جُلُوسٌ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ،
فَقَالَ رَجُلٌ : يَا رَسُولَ اللهِ أَرْقِي ؟ قَالَ: (مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ
أَنْ يَنْفَعَ أَخَاهُ فَلْيَفْعَلْ) ” .
وقد يكون ما حصل لك بسبب عضوي أو نفسي ، فتحتاج أن تعرض نفسك على الطبيب .
وهو – على الحالين – بلاء ، يجب عليك تجاهه أن تصبر وتحتسب .
ولا تشغل نفسك كثيرا بمسألة
انتقام الجن وتسلطه على الرقاة ، فإن كثرة هذه الانشغالات تجلب الوسواس ، وتجعل
الإنسان عرضة للشيطان ، فيتسلط عليه بأنواع الوساوس والأذى .
والله أعلم .
المصدر:
موقع الإسلام سؤال وجواب
هل انتفعت بهذه الإجابة؟