0 / 0
54,56511/05/2016

قولهم فديتك ، وبدري من عمرك ، ويا بَعد حيي

السؤال: 242093

ما حكم قول الشخص للآخر فديتك أو نفداك أو فداك ؟ وقول يا لبى قلبك أو لبيه أو لبيك يا فلان ، وقولهم عند الذهاب من المكان بدري فيرد الآخر من عمرك ؟ وقول يا بعد قلبي أو يا بعد الدنيا أو يا بعد حيي أو شيء من هذا القبيل ، فهذه كلمات انتشرت عند العامة ، أرجو الرد للتنبيه ، و كما أرجو التنبيه على المنهيات في القول والآداب حتى لا يخالف الشرع .

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولا:
لا حرج في قول الإنسان لغيره : فديتك أو نفداك أو فداك ؛ لثبوت هذه التفدية في السنة ، لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ولغيره.
فمن ذلك ما روى البخاري (4205) من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه : " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: ( يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ قَيْسٍ ) ، قُلْتُ : لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَالَ : ( أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى كَلِمَةٍ مِنْ كَنْزٍ مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ ؟ ) ، قُلْتُ : بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ ؛ فَدَاكَ أَبِي وَأُمِّي . قَالَ : (لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ)" .

 

وروى البخاري (4726) عن سعيد بن جبير قال: " إنا لعند ابن عباس فى بيته ، إذ قال : سلونى. قلت: أي أبا عباس – جعلني الله فداك – بالكوفة رجل قاص يقال له نَوْف …" الأثر.
وبوب البخاري رحمه الله في كتاب الأدب من صحيحه: باب قول الرجل جعلنى الله فداك ، وقال أبو بكر للنبي – صلى الله عليه وسلم – : ( فديناك بآبائنا وأمهاتنا ) .

 

وينظر: سؤال رقم : (176957) .

ثانيا:
لا حرج في قول الإنسان لمن ناداه : لبيك يا فلان ، أو لبيه ونحوه ؛ لثبوت ذلك في السنة.
وقد بوب البخاري في صحيحه: باب من أجاب بلبيك وسعديك، وأسند تحته حديث معاذ رضي الله عنه (6267) قال: " أَنَا رَدِيفُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : ( يَا مُعَاذُ ) ، قُلْتُ : لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ ، ثُمَّ قَالَ مِثْلَهُ ، ثَلَاثًا : ( هَلْ تَدْرِي مَا حَقُّ اللَّهِ عَلَى الْعِبَادِ ؟ ) ، قُلْتُ : لَا ، قَالَ : ( حَقُّ اللَّهِ عَلَى الْعِبَادِ : أَنْ يَعْبُدُوهُ وَلَا يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ) ، ثُمَّ سَارَ سَاعَةً ، فَقَالَ : ( يَا مُعَاذُ ) ، قُلْتُ : لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ .، قَالَ : ( هَلْ تَدْرِي مَا حَقُّ الْعِبَادِ عَلَى اللَّهِ إِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ ؟ أَنْ لَا يُعَذِّبَهُمْ ) " .
قال النووي رحمه الله: " يستحب إجابة من ناداك بلبيك ، وأن يقول للوارد عليه مرحبا أو نحوه ، وأن يقول لمن أحسن إليه أو فعل خيرا: حفظك الله أو جزاك الله خيرا ونحوه ، ولا بأس بقوله لرجل جليل في علم أو صلاح ونحوه : جعلني الله فداك ، ودلائل هذا كله في الحديث الصحيح مشهورة " انتهى من " المجموع " (4/642).

ثالثا:
قولهم: بدري من عمرك، يراد به الدعاء بطول العمر، وهو دعاء جائز ، والأولى أن يقيد بالطاعة فيقال: أطال الله عمرك على طاعته ، كما سبق بيانه في جواب السؤال رقم : (130694) .

رابعا:
قولهم : يا بَعد حَيِّي ، عبارة يراد بها الإخبار عن المودة والمحبة، ومعناها: أن تبقى بعد الأحياء من أهلي ، ثم توسع الناس في ذلك فقالوا: يا بعد قلبي، ويا بعد روحي، ويا بعد الدنيا، توددا وتعطفا، وقد لا يستحضرون المعنى السابق.
وقد قيل : إن أصلها قول سفَّانة ابنة حاتم الطائي أخت عدي ابن حاتم ، وقد مرت بحائل مع أهل البيت قادمة من الشام بعد مقتل الحسين ، فلما سألت قومها عن أخيها عدي ، أخبروها أن عديا ذهب إلى العراق يقود جيشاً، فقالت: "بَعُدَ حيي" بمعنى : ذهب أهلي، وتداول الناس الكلمة وتصرفوا فيها، فحرفت إلى: "بَعدَ حيي" وكثر ورودها في الشعر النبطي.
وينظر: " معجم اللهجات السعودية " على هذا الرابط: http://bit.ly/3reQASe
 والله أعلم.

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android