0 / 0

هل يحصل طرد الشياطين عند تلاوة سورة البقرة من البيت ولو مع وجود منكرات ؟

السؤال: 243279

تلاوة سورة البقرة في البيت تطرد الشيطان ثلاث ليال أو ثلاث أيام ، فهل يحصل ذلك حتى وإن كان البيت لا يخلو من منكرات ؟ سواء كانت منكرات ظاهرة ، مثل : تشغيل التلفاز ، ومشاهدة الأخبار التي تحتوي على موسيقى أو أي منكرات أخرى .

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

ثبت في السنة أن قراءة سورة البقرة تطرد الشيطان من البيت وينفر عند سماعها .
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : ( لَا تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ مَقَابِرَ ، إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْفِرُ مِنَ الْبَيْتِ الَّذِي تُقْرَأُ فِيهِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ ) رواه مسلم (780) .
قال النووي رحمه الله تعالى :
" (إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْفِرُ مِنَ الْبَيْتِ) هكذا ضبطه الجمهور (يَنْفِرُ) ورواه بعض رواة مسلم (يَفِرُّ) وكلاهما صحيح " انتهى من " شرح صحيح مسلم " (6 / 69) .

لكن هذا الحديث لم يقيد مدة فراره بزمن معين .
وأما الحديث الذي قيده بثلاثة أيام أو ثلاث ليال ؛ فهو حديث سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :( إِنَّ لِكُلِّ شَيْءٍ سَنَامًا ، وَإِنَّ سَنَامَ الْقُرْآنِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ ، مَنْ قَرَأَهَا فِي بَيْتِهِ لَيْلًا ؛ لَمْ يَدْخُلِ الشَّيْطَانُ بَيْتَهُ ثَلَاثَ لَيَالٍ ، وَمَنْ قَرَأَهَا نَهَارًا ؛ لَمْ يَدْخُلِ الشَّيْطَانُ بَيْتَهُ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ ) رواه ابن حبان في صحيحه (777) .
وهذا الحديث فيه ضعف ، كما بينه الشيخ الألباني في " سلسلة الأحاديث الضعيفة " (3 / 525) ، وقال : ولم نجد للحديث شاهدا نقويه به ، إلا طرفه الأول منه . انتهى .

ولهذا لا نستطيع الجزم بالمدة التي يبتعد فيها الشيطان عن البيت عند سماعه لسورة البقرة .
قال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى :
" ولكن لا يلزم من فراره أن لا يعود بعد انتهاء القراءة ، كما أنه يفر من سماع الأذان والإقامة ، ثم يعود حتى يخطر بين المرء وقلبه ، ويقول له : اذكر كذا ، واذكر كذا . . كما صح بذلك الخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم .
فالمشروع للمؤمن أن يتعوذ بالله من الشيطان دوما ، وأن يحذر من مكائده ووساوسه وما يدعو إليه من الإثم " انتهى من " مجموع فتاوى ابن باز " (24 / 413 – 414) .

والمقصود من الحديث هو بيان فضيلة سورة البقرة ، والحث على المواظبة على قراءتها .
ولا شك أن المواظبة على تلاوتها بتمعن وتدبر ، والسعي في امتثال أوامرها ونواهيها ، كل هذا يضعف الشيطان ، ويبعد تسلطه واستحواذه على أهل هذا البيت ، لأن الشيطان إنما يستحوذ على الغافلين عن ذكر الله بقلوبهم وألسنتهم .
وفعل المنكرات هو صورة من صور الغفلة عن ذكر الله بالقلب ، وهذه الغفلة هي باب لولوج الشيطان للبيت ومصاحبته لأهله .
فينبغي للمسلم ، مع اجتهاده في تلاوة سورة البقرة حق التلاوة ؛ أن يسعى قدر جهده في إزالة المنكرات من بيته ، لئلا تضعف المنكرات في بيته ، تحصنه بذكر الله ، فيتسلط الشيطان عليه بما فرط وضيعه من حفظ أبوابه ، وثغوره عن عدوه .

والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android