0 / 0
45,54802/05/2016

ينتابه خوف شديد وتوتر إذا صلى إمامًا

السؤال: 243478

أحياناً أنا أصلي إماما بالناس في المسجد ، وفي هذه الفتره أكون متوترا جداً لدرجة أني أحس أن قلبي يريد أن يخرج من حنجرتي ، وعندما أبدأ في الصلاة حتى الانتهاء ﻻ أفكر أبداً في الخشوع بل أفكر في أن أنهي هذه الصلاة من الرعب الذي يدركني في تلك الفترة ، علماً أني أحب الإمامة ، ولكن عندما يقدمونني للإمامة أحس بشيء من الرياء والخوف بنفس الوقت فما تعليقكم حول هذه المسألة ؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

شأن الإمامة في الصلاة عظيم ، وهذا مقام رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومقام خلفائه الراشدين المهديين رضي الله عنهم ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( الْإِمَامُ ضَامِنٌ ، وَالْمُؤَذِّنُ مُؤْتَمَنٌ ، اللَّهُمَّ أَرْشِدْ الْأَئِمَّةَ ، وَاغْفِرْ لِلْمُؤَذِّنِينَ ) .
رواه أبو داود (517) وصححه الألباني في ” صحيح أبي داود ” .
قال بدر الدين العيني رحمه الله :
” أصل الضمان : الرعاية والحفظ ؛ لأنه يحفظ على القوم صلاتهم .
وقيل : لأنه يتحمل القراءة عنهم ، ويتحمل القيامَ إذا أدركه راكعًا .
وقيل : صلاة المقتدين به في عهدته ، وصحتها مقرونة بصحة صلاته ؛ فهو كالمتكفل لهم صحة صلاتهم .
وقيل : ضمان الدعاء يعمّهم به ، ولا يختص بذلك دونهم ” .
انتهى من ” شرح سنن أبي داود ” (2/468) .
ويؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله ، وأهل القرآن هم أهل الله وخاصته .
فالإمامة مسئولية عظيمة ، لا يتولاها إلا أهلها .

على أن الأمر يحتاج إلى فقه ، وميزان شرعي معتدل ، فليس من العقل ، ولا من الشرع في شيء ، أن يتعاظم جانب الخوف من الإمامة ، حتى تتعطل هذه الشعيرة العظيمة ، أو يتصدى لها من ليس أهلا لها .
فإن كنت أقرأ الموجودين ، وأصلحهم للإمامة ، بحسب ظاهر الشرع : فينبغي لك أن تتقدم لها ، وتؤم الناس ، وتجتهد في إقامة الصلاة فيهم ، على الوجه الشرعي ، بحسب استطاعتك ، وتجاهد نفسك ، ونيتك ، وقلبك في ذلك كله .
وهذه الرهبة التي تشعر بها ، توشك أن تزول مع مرور الوقت ، واعتياد الصلاة بالناس .

ولكن إذا كان يصيبك شيء من الرياء وتحب الإمامة والتقدم على الناس – كما ذكرت – فإننا ننصحك بترك إمامة الناس في الصلاة ، واجتهد في حفظ القرآن الكريم وتعلمه ، وتعلم العلوم الشرعية ، واهتم بتزكية نفسك بالإخلاص لله تعالى ومعالجة الرياء ، ثم بعد ذلك لا مانع أن تتقدم لإمامة الناس في الصلاة .

ومثل ذلك : لو كان في الناس من هو أهل للإمامة ، وأنت بهذه الحال ، فدع له ذلك المقام ، وجاهد أنت نفسك على إصلاحها ، واجتهد في أن تحافظ على الجماعة مع الإمام ؛ فيكتب لك أجرها ، ويحمل عنك همها ، وخطرها ، وسهوها .
وأولى من ذلك : أن يكون في الناس من هو أولى منك بالإمامة ، فهنا يتأكد في حقك ـ من كل وجه ـ : أن تتأخر عن ذلك المقام .

والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android