0 / 0
32,75928/04/2018

من عجز عن التشهد الأخير ماذا يفعل؟

السؤال: 244071

ماذا يقرأ المصلى فى التشهد إذا كان لا يحفظ التشهد ؟
وإذا اختلف العلماء فى تصحيح حديث وتضعيفه فهل يجب علىَّ أن أبحث عن كل حديث مختلف فيه ، وآخذ بقول الأعلم ؟ ومن أين أعلم الأعلم من غيره من العلماء السابقين ؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولا:
التشهد الأخير ركن من أركان الصلاة كما هو مذهب الشافعي وأحمد ، فالواجب تعلمه ، فإن ضاق الوقت ، ولم يتمكن من ذلك : أتى ببدله ، وهو التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير، كمن عجز عن الفاتحة ، وإن استطاع أن يقرأه من ورقة لزمه ذلك.
قال الشرواني في “حاشيته على تحفة المحتاج” (2/82): ” ولو عجز عن التشهد أتى ببدله ، كما هو ظاهر.
وينبغي اعتبار وجوب اشتمال بدله على الثناء ، حيث أمكن.
وهل يعتبر اشتماله على (التوحيد) [يعني : الشهاديتن] مع الإمكان؟ فيه نظر…
وقوله: وهل يعتبر إلخ : الظاهر أنه يعتبر ؛ بل هو أولى بالاعتبار من الاشتمال على الثناء” انتهى.
أي يلزم اشتمال البدل على التوحيد ، والثناء على الله تعالى.
وقال قليوبي رحمه الله في حاشيته (1/190): ” لو عجز عن التشهد جالسا ، لكونه مكتوبا على رأس جدار مثلا : قام له ، كما في الفاتحة ، في عكسه , ثم يجلس للسلام” انتهى.

ويؤخذ من هذا : وجوب قراءة التشهد من ورقة ، أو من مسجلة على الهاتف ، ونحو ذلك ، لمن لم يحفظه ، وكان يستطيع القراءة، وهذا مقدم على الإتيان بالبدل.

والأصل في مشروعية البدل عند العجز: ما روى أبو داود (832) ، والنسائي (924) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى قَالَ : ” جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : إِنِّي لَا أَسْتَطِيعُ أَنْ آخُذَ مِنْ الْقُرْآنِ شَيْئًا ، فَعَلِّمْنِي مَا يُجْزِئُنِي مِنْهُ ؟ قَالَ : ( قُلْ سُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ ).
قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، هَذَا لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، فَمَا لِي ؟
قَالَ : قُلْ : ( اللَّهُمَّ ارْحَمْنِي وَارْزُقْنِي وَعَافِنِي وَاهْدِنِي ).
فَلَمَّا قَامَ قَالَ هَكَذَا بِيَدِهِ !!
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَمَّا هَذَا فَقَدْ مَلَأَ يَدَهُ مِنْ الْخَيْرِ) “.
والحديث : جوَّد إسنادَه المنذري في “الترغيب والترهيب” ( 2 /430 ) ، وأشار إلى تحسينه الحافظ ابن حجر في “التلخيص الحبير” ( 1/236 )، وحسنه الألباني في “صحيح أبي داود”.

وسئل الشيخ ابن باز رحمه الله :
عندنا في بلدنا الكثير من الناس لا يحفظون التحيات؛ التشهد الأول، فهل تصح صلاتهم من غير التشهد ، علما بأنهم أميون لا يقرؤون ولا يكتبون، أم يلزمنا أن نعلم من استطعنا منهم؟
فأجاب : ” يلزمهم التعلم لجميع ما يجب في صلاتهم، يتعلمون الفاتحة، يتعلمون التشهد، يتعلمون جميع ما يلزم في الصلاة، والواجب عليكم أن تعلموهم وترشدوهم ، وتوجهوهم إلى الخير، حتى يفهموا ما أوجب الله عليهم في الصلاة، وهكذا في الزكاة، وهكذا في الحج إذا حجوا.
المقصود : أن الواجب على المؤمن أن يتفقه في صلاته، وأن يتعلم ما يجب عليه، وألا يتساهل في ذلك ” انتهى من “فتاوى نور على الدرب” (8/ 350).

ثانيا:

إذا اختلف العلماء في تصحيح حديث وتضعيفه، فيكفيك أن تقلد أحد العلماء الموثوقين من المعاصرين أو السابقين ، ولا حرج عليك أن تسأل أحد أهل العلم بالحديث في بلدك ممن هو موثوق بعلمه ، وتأخذ بقوله .
ولك أن تعتمد على تخريجات الشيخ الألباني أو غيره من العلماء، وتأخذ بقوله .
ومن كانت له قدرة على البحث والنظر : فإنه ينظر في الحديث ، وفي اختلاف العلماء فيه ، ويجتهد في معرفة الراجح ، من حيث صحته وضعفه .
وينظر للفائدة جواب السؤال رقم : (70455) .
والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الاسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android