0 / 0

من جاءه قريبه يطلب منه حاجة فمنعه إياها ، هل يعذب في قبره إذ منعه ؟

السؤال: 247288

هل يصح حديث إذا أتي إليك رحيمك ، وطلب منك طلب وهو عندك ، ولم تعطه ، يأتيك في القبر ثعبان يسمي الأقرع ، يعذبك ؛ لأنك لم تعط رحيمك طلبه ؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

من الأخلاق الحسنة التي ينبغي أن يتصف بها المسلم : أن يكون كريما معطاء ، لاسيما مع أقاربه ، وأصهاره ، وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم – وهو قدوتنا- أكرم الناس وأجودهم .

وقد ذم الله عز وجل أهل البخل ، فقال : ( أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ * مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ مُرِيبٍ) ق/ 24، 25 .
قال ابن كثير رحمه الله:
” (مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ) أَيْ: لَا يُؤَدِّي مَا عَلَيْهِ مِنَ الْحُقُوقِ ، وَلَا بِرَّ فِيهِ وَلَا صِلَةَ وَلَا صَدَقَةَ ” .
انتهى من ” تفسير ابن كثير ” (7/ 402) .
وقال تعالى: ( فوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ * الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ * وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ) الماعون/ 4 – 7 .
قال السعدي رحمه الله:
” (وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ) أي: يمنعون إعطاء الشيء، الذي لا يضر إعطاؤه على وجه العارية ، أو الهبة ، كالإناء ، والدلو، والفأس ، ونحو ذلك ، مما جرت العادة ببذلها والسماحة به ، فهؤلاء -لشدة حرصهم- يمنعون الماعون ، فكيف بما هو أكثر منه ” .
انتهى من ” تفسير السعدي ” (ص 935) .

والبذل والعطاء نوعان :
نوع واجب ، وهو ما أوجبه الله ورسوله ، كالزكاة المفروضة .
ونوع مستحب ، وهو ما دون الواجب ، مما يعد من مكارم الأخلاق ومحاسن الصفات، كصدقة التطوع ، وصلة الرحم ، والهدية … ونحو ذلك .

ومن جاءه قريبه فطلب منه بعض ما عنده: فإن كان مما يجب عليه إعطاؤه إياه ، كالوديعة، والدين الحالّ الذي يقدر على سداده ، وما أخذه منه بغير حق ، ونحو ذلك : فهذا يجب عليه إعطاؤه إياه .

أما ما عدا ذلك مما لا يجب عليه أن يعطيه إياه ، كأن يطلب منه مالا ، أو أن يساعده في عملٍ ما … ونحو ذلك : فهذا يستحب إعطاؤه ولا يجب ، وما لا يجب على العبد فعله ، لا يكون سببا في عذابه ، إن لم يفعله ؛ لا في القبر ، ولا في الآخرة .

وأما ما ذكره السائل : فلا نعلم له أصلا ، ولا يجوز أن ينسب للشريعة ما لا أصل له ، ولا دليل عليه .

والله تعالى أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android