تنزيل
0 / 0
3,23304/11/2016

اشترى آلة كبيرة وتركها ، فماذا يصنع بها البائع ؟

السؤال: 253293

منذ 4سنوات بعت آلة بقيمة 15000 دينار جزائري ، لشخص لا أعرفه في السوق ، فأعطاني مبلغ 13000دج ، وبقيت 2000دج ، ثم قال لي : على الأكثر أشهر وآتي إليك بالنقود ، وآخذ الآلة ، إلا إنني ومنذ ذلك اليوم وأنا اتصل به فيقول لي : الأسبوع القادم وعد سوف آخذها، إلا إنه يخلف الوعد ، مع العلم أن مبلغها اليوم في السوق أقل من هذا المبلغ ، أنا تركتها عند مستودع لوالدي ، ووالدي يحرجني كونه محتاج لمكانها ، فهي تأخذ مساحة كبيرة .
السؤال : هو ماذا أفعل في ما يرضي الله ؟ هل أبيعها وبيعها يتطلب نقل ووقوف في سوق وهو يكلفني على الأقل 1000دج ؟
وإذا بعتها سوف يكون الثمن أقل ، فما أفعل به هل أخذه إليه وأزيده الباقي من جيبي ؟
أم ما هو الحل ؟

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولا:
من اشترى سلعة –غير المكيل والموزون- ولم يمنعه البائع من أخذها، فلم يأخذها، كانت
من ضمان المشتري، ولا يضمنها البائع إلا بالتعدي أو بالتفريط.
قال في “كشاف القناع” (3/244): ” ( فإن تلف ) المبيع بغير كيل ونحوه ( فمن ضمان
مشتر، تمكّن) المشتري (من قبضه أم لا ) لقول ابن عمر: (مضت السنة أن ما أدركته
الصفقة حيا مجموعا فهو من مال المبتاع) . رواه البخاري ( إذا لم يمنعه ) أي المشتري
( منه ) أي من قبض المبيع ( بائع ) ؛ فإن منعه بائع كان من ضمانه؛ لأنه كالغاصب ”
انتهى.

ثانيا:
ما دمت تستطيع الاتصال بالمشتري، فخير ما تفعله أن تأخذ الآلة وتوصلها إليه، ففي
ذلك تخلص من أكثر الآثار السيئة التي قد تترتب على هذه القضية.
فإن كنت لا تهتدي لمحله ، أو كان يشق عليك أن توصلها إليه في محله ، أو تخشى ألا
تجده ، وتتكلف مؤنة نقلها بلا فائدة ، وكان يمكنك الاتصال به : وتبين له أنك لست
مسئولا عن هذه الآلة، وأنك ستبيعها إذا لم يحضر وتسوفي من ثمنها الألفين التي لك،
وترسل له الباقي .
فإن أذن في ذلك : فحسن .
وإن لم يأذن، ومضت مدة ، ويئست من مجيئه : جاز لك بيعها ، وأخذ ما لك ، والاحتفاظ
بالباقي لصاحبه .
وينبغي أن تشهد على ذلك .

والظاهر أن هذه الآلة أبقيت
عندك حتى يسدد الباقي، فهي مرهونة على ما بقي من ثمنها، فإن أذن في بيعها ، على ما
سبق ، فذاك .
وإلا فالأصل أن ترفع الأمر إلى الحاكم، إن كان هذا مجديا .
فإن لم يكن مجديا، فإنك تبيعها بنفسك ، وتُشهد على ذلك.
وإن قام بالبيع إمام المسجد ، أو رجل من أهل الوجاهة والثقة : كان أولى.
قال في “زاد المستقنع” : ” ومتى حلّ الدين ، وامتنع من وفائه ، فإن كان الراهن أذن
للمرتهن في بيعه ، باعه ووفّى الدين ، وإلا أجبره الحاكم على وفائه ، أو بيع الرهن
، فإن لم يفعل باعه الحاكم ووفّى دينه ” انتهى .

وإن انقطعت أخباره ولم يمكن
الوصول إليه، بعت الآلة، وأخذت ما لك، وتصدقت بالباقي عنه.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: ” فإذا كان بيد الإنسان غصوب أو عوار أو
ودائع أو رهون ، ، قد يئس من معرفة أصحابها : فإنه يتصدق بها عنهم أو يصرفها في
مصالح المسلمين ، أو يسلمها إلى قاسم عادل يصرفها في مصالح المسلمين المصالح
الشرعية ” .
انتهى من “مجموع الفتاوى” (29/321).
وانظر: السؤال رقم : ( 147662) ففيه نقول
أخرى عن أهل العلم.
والله أعلم.

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android