0 / 0

الرؤيا المكروهة المفزعة لا تفسر ولا تذكر ؟

السؤال: 255680

يقال : إن الرؤيا المحبوبة من الله عز وجل ، واذا رأينا ما نكره فهو من الشيطان ، أي ليس لها تفسير.
فلماذا نرى الرؤى المكروهة مفسرة في كتب تفسير الأحلام ؟ وأيضا مرفقة مع آيات من القرآن الكريم؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولا:
ما يراه النائم على ثلاثة أنواع :
رؤيا ، وهي من الله تعالى ، وحلُم وهو من الشيطان ، وحديث النفس.

والرؤيا : مشاهدة النائم أمراً محبوباً ، وهي من الله تعالى ، وقد يراد بها تبشير بخير ، أو تحذير من شر ، أو مساعدة وإرشاد ، ويسن حمد الله تعالى عليها ، وأن يحدث بها الأحبة دون غيرهم .

والحلُم : هو ما يراه النائم من مكروه وفزع ، وهو من الشيطان ، ويسن أن يتعوذ بالله منه ويبصق عن يساره ثلاثا ، وأن لا يحدِّث به ، فمن فعل ذلك لا يضره ، كما يستحب أن يتحول عن جنبه ، وأن يصلي ركعتين .

وأما حديث النفس ، ويسمى ” أضغاث أحلام ” ، فهي أحداث ومخاوف في الذاكرة والعقل الباطن ، يعيد تكوينها مرة أخرى في أثناء النوم ، كمن يعمل في حرفة ويمضي يومه في العمل بها وقبل نومه يفكر فيها ، فيرى ما يتعلق بها في منامه ، ولا تأويل لهذه الأشياء .

روى أحمد (9129) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ( الرُّؤْيَا ثَلَاثَةٌ : فَبُشْرَى مِنْ اللَّهِ ، وَحَدِيثُ النَّفْسِ ، وَتَخْوِيفٌ مِنْ الشَّيْطَانِ .
فَإِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ رُؤْيَا تُعْجِبُهُ : فَلْيَقُصَّهَا إِنْ شَاءَ .
وَإِذَا رَأَى شَيْئًا يَكْرَهُهُ : فَلَا يَقُصَّهُ عَلَى أَحَدٍ ، وَلْيَقُمْ فَلْيُصَلِّ).
قال شعيب الأرنؤوط: “صحيح وهذا إسناد قوي”.

والرؤيا المكروهة المفزعة لا تؤول ، بل ولا يحدث بها صاحبها؛ لما روى مسلم (2268) عَنْ جَابِرٍ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :” أَنَّهُ قَالَ لِأَعْرَابِيٍّ جَاءَهُ ، فَقَالَ : إِنِّي حَلَمْتُ أَنَّ رَأْسِي قُطِعَ ، فَأَنَا أَتَّبِعُهُ ؟!
فَزَجَرَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَقَالَ: ( لَا تُخْبِرْ بِتَلَعُّبِ الشَّيْطَانِ بِكَ فِي الْمَنَامِ) “.

وروى مسلم (2268) عَنْ جَابِرٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ( مَنْ رَآنِي فِي النَّوْمِ فَقَدْ رَآنِي ، إِنَّهُ لَا يَنْبَغِي لِلشَّيْطَانِ أَنْ يَتَمَثَّلَ فِي صُورَتِي ) .
وَقَالَ : ( إِذَا حَلَمَ أَحَدُكُمْ فَلَا يُخْبِرْ أَحَدًا بِتَلَعُّبِ الشَّيْطَانِ بِهِ فِي الْمَنَامِ).
ثانيا:
لا يجوز الاعتماد في تفسير الرؤيا على الكتب.
وفي ” حاشية العدوي على شرح كفاية الطالب ” – من كتب المالكية – ( 2 / 660 (: ” فلا يجوز له تعبيرها بمجرد النظر في كتاب التفسير ، كما يقع الآن ، فهو حرام ؛ لأنها تختلف باختلاف الأشخاص ، والأحوال ، والأزمان ، وأوصاف الرائين .
ولذلك سأل رجلٌ ابنَ سيرين بأنه رأى نفسه أذَّن في النوم ؟
فقال له : تسرق ، وتُقطع يدك .
وسأله آخر وقال له مثل هذا ؟
فقال له : تحج !
فوجد كلٌّ منهما ما فسره له به .
فقيل له في ذلك ، فقال : رأيتُ هذا سُمَيَّتُهُ حسنة ، والآخر سُمَيَّتُهُ قبيحة ” انتهى .

والحاصل أن الرؤيا المفزعة المكروهة من الشيطان، وأنها لا تؤول، ولا يحدث بها.

ومعنى : لا تؤول : أن أدب الشرع لصاحبها : ألا يشتغل بتأويلها ، وتفسيرها ؛ بل يعرض عنها، ويتلهى عن شأنها .
فإذا فعل ذلك أي (المنهي عنه من تأويلها والتحديث بها) ، فقد خالف السنة ، وربما وقع له الأمر المكروه ، لأجل ذلك .

وأما أن مؤلف كتاب في تفسير الأحلام ، أو في غير ذلك ، يضع آيات من القرآن الكريم ؛ فليس ذلك دليلا على صحة كتابه ، أو صحة ما في كلامه ؛ فإن الكتاب هو من تأليف صاحبه ، وكونه وضع آية من القرآن ، أو استشهد بها، لا يعني بحال أن كتابه صحيح ، أو تأويله صحيح ، ولا يدل على أن الآية حقا توافق ما يقول ، أو أنها تدل عليه ، أو تشير وتلمح إليه؛ بل غايته أن يكون كلامه محتملا للصواب والخطأ .

وينظر للفائدة : جواب السؤال رقم : (67624) ، ورقم : (25768) ، ورقم : (115945).

والله أعلم.

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الاسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android