0 / 0
46,83624/02/2018

الحسين سيد شباب أهل الجنة، ولا ينتقص من قدره أنه اجتهد فأخطأ

السؤال: 256982

كيف يكون الحسين سيد شباب أهل الجنة ، وكلنا يعلم خروجه على يزيد ، بل قد يكون هنالك نبي مات وهو شاب ، فكيف يكون الحسين سيدًا على نبي ؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة ولا ريب ، كما أخبر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح ، في “مسند أحمد” (17/31) ، وذلك لما لهما من الفضائل والمآثر، ولما قام فيهما من الديانة والأمانة، وما حملاه من أعظم الأخلاق ، وأكرم الخلال التي تربيا عليها في بيت النبوة .
ولكن ذلك لا يعني تفضيلهما رضي الله عنهما على الأنبياء ، أو الخلفاء الراشدين ، فالأنبياء في أعلى المقامات وأقربها عند الله سبحانه باتفاق العلماء ، وكل الأحاديث التي جاءت بتفضيل الصحابة إنما يقصد بها تفضيلهم على طبقتهم ومن بعدهم ، وليس على طبقة الرسل والأنبياء ؛ فهم في مقام خاص لا يشمله مقام الآخرين ، ولا يدخلون في خطابه .
وهذا واضح ، لا إشكال فيه ، ولا ريب .
أما منازعة الحسين رضي الله عنه يزيد في الإمارة، فلا يجوز بحال من الأحوال عده مطعنا في شخصه ، ولا إشكالا في فضائله ، وذلك لما هو معلوم ومتقرر من أن كون الرجل من أهل الجنة لا يعني أنه ليس له اجتهادات يخطئ فيها الصواب ويكون له أجر واحد ، بل لا يعني العصمة من الذنوب .
وهؤلاء الخلفاء الثلاثة (عمر وعثمان وعلي) وهم مقطوع لهم بالجنة ، وأنهم أفضل من الحسين ومن كل من عداهم من الصحابة إلا أبا بكر ، ومع ذلك كانت لهم اجتهادات أخطؤوا في بعضها ، أو فات الواحد منهم ما فاته من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكانوا في هذا مجتهدين لهم أجر واحد .
ومن هذا المنطلق كان خروج الحسين رضي الله عنه إلى العراق وطلب الأمر لنفسه ، فإنه كان يرى نفسه أحق بهذا الأمر وأن ولايته للمسلمين أصلح لهم دينا ودنيا من ولاية يزيد ، فلذلك فعل ما فعل اجتهادا ، وهو من أهل الاجتهاد يعذر في خطئه ويؤجر، مع إيماننا بحسن قصده وأهليته للأمر.
ثم هو قبل حصول القتال تبين الأمر له أنه سيكون مفسدة بلا مصلحة ، فتراجع عن طلب الأمر لنفسه ، وطلب منهم إحدى ثلاثة أمور ولكنهم أبوا إلا إذلاله ، فلم يوافقهم على ذلك ، وهو محق في أنفة الذل ، ورفض الدنية .
وبعد ، فتلك أمة قد خلت ، لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ، وليس من شأن المؤمن الناصح لنفسه أن يدخلها في تلك المضايق ، ويوردها تلك الموارد ، بل يحسن الظن بسلفه الكرام ، ويكون كما قال الله عز وجل : ( وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ) الحشر/10 .
والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الاسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android