هل يجوز قول “اللهم اشغلنا بطاعتك”
هل يجوز الدعاء بقول : اللهم اشغلنا بطاعتك .
السؤال: 259568
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
لا يظهر مانع من الدعاء بقول ” اللهم اشغلنا بطاعتك ” ؛ لأن النفس إن لم يشغلها صاحبها بالطاعة شغلته بالمعصية .
فالداعي بهذا الدعاء يسأل الله أن يعينه على نفسه بإشغالها بالطاعة .
وليس في الدعاء اعتداء على النفس بأن تهمل الحقوق الواجبة عليها من طلب المعاش والنوم والراحة والقيام بحق الأهل والأولاد والضيف وغير ذلك من الأعمال ، فهذا غير مراد للداعي ، والدعاء لا يستوعبه .
ثم إن الطاعات أنواع كثيرة ، فمنها الصلاة والصيام ، ومنها التسبيح والذكر ، ومنها التفكر والتدبر ، فلن يغلب المسلم حتى في ساعات العمل ، أو القيام بالحقوق الواجبة : أن يذكر الله أو يتفكر في آيات الله .
بل إنه لو احتسب الأجر فيما يأتيه من المباحات والعادات ، فإنها تتحول من مباحات لا أجر عليها ، إلى طاعات يثاب عليها .
كما قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (إِنَّكَ لَنْ تُنْفِقَ نَفَقَةً تَبْتَغِي بِهَا وَجْهَ اللَّهِ إِلَّا أُجِرْتَ عَلَيْهَا حَتَّى مَا تَجْعَلُ فِي فَمِ امْرَأَتِكَ) رواه البخاري (56) .
وقال معاذ رضي الله عنه : (أما أنا فأنام وأقوم فأحتسب نومتي كما أحتسب قومتي) رواه البخاري (4088) .
فكان رضي الله عنه يحتسب الأجر في النوم ، كما يحتسبه في قيام الليل ، لأنه أراد بالنوم التقوّي على العبادة والطاعة .
وقد سئل العلامة الشيخ عبد الرحمن البراك ، حفظه الله :
” هناك ألفاظ شاعت بين الناس مثل قولهم: الله لا يشغلنا إلا في طاعته، وقولهم: الله لا يلهينا إلا في طاعته ؟ ” .
فأجاب :
” ما فيه بأس أبدا ، هذا الدعاء ؛ يعني: كأن يقول: الله لا يشغلنا إلا بما ينفعنا ، إلا بطاعته ، والطاعة واسعة، يعني: أولياء الله كل حياتهم مستغرقة في طاعته ، قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ .
ولفظة الشغل : ما فيها شيء ؛ ” إن في الصلاة لشغلا ” .
الإنسان المشغول بالصلاة ، والذي يكره …
فلا أرى في هذا من بأس .
إلا لفظ الإلهاء : تركها أولى. الله لا يلهينا إلا في طاعته .
أما لفظ الشغل فهو ثابت؛ لأن الشغل هو الاشتغال بالخير والشر. ” . انتهى من ” شرح العقيدة الواسطية” (107) ـ نسخة الشاملة .
وينظر جواب السؤال (115574) .
والله أعلم .
هل انتفعت بهذه الإجابة؟
المصدر:
موقع الإسلام سؤال وجواب
موضوعات ذات صلة