تنزيل
0 / 0

نسي صلاة الاستخارة؛ فكيف يتدارك الأمر؟

السؤال: 265926

فعلت أمرا قبل أن أستخير الله فيه ، أعلم أنه لا إثم علي ، ولكني لست مطمئن البال ، وأريد أن أتدارك الأمر ، فماذا أفعل ؟

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

صلاة الاستخارة تكون عند الهم بالأمر ، وقبل الجزم به ، فما دام المسلم مترددا بين الفعل والترك ، أو لم يتبين له وجه الخير فيما عزم عليه : فإنه يشرع له صلاة الاستخارة .

فإن جزم بأحد الأمرين ، أو تبين له وجه الخير في فعله : فلا وجه للاستخارة حينئذ ، وإن فعلها فلا تنفعه شيئا .

ففي حديث الاستخارة ، قال النبي صلى الله عليه وسلم   إذَا هَمَّ أَحَدُكُمْ بِالأَمْرِ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ مِنْ غَيْرِ الْفَرِيضَةِ ثُمَّ لِيَقُلْ : اللَّهُمَّ إنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ ، وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ , وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ الْعَظِيمِ فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلا أَقْدِرُ ، وَتَعْلَمُ وَلا أَعْلَمُ , وَأَنْتَ عَلامُ الْغُيُوبِ … إلخ الحديث  رواه الْبُخَارِيُّ (1166) .

قال البهوتي رحمه الله في ” كشاف القناع ” (1/443) : ” ولا يكون ، وقتَ الاستخارة ، عازما على الأمر الذي يستخير فيه ، أو على عدمه ” انتهى .

وقال القرطبي المالكي – رحمه الله – : ” قال العلماء : وينبغي له أن يفرغ قلبه من جميع الخواطر ، حتى لا يكون مائلاً إلى أمر من الأمور ” انتهى من ” الجامع لأحكام القرآن ” (13/206) .

وقال الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ رحمه الله : ” ( ولا يكون وقت الاستخارة عازماً على الفعل أو الترك ) ، فإنه إذا كان كذلك لم يبق محل للاستخارة ” انتهى من ” شرح كتاب آداب المشي إلى الصلاة ” (ص112) .

وينظر السؤال رقم : (225812) .

وإذا كان هذا فيمن جزم ولم يفعل ، فالذي فعل أولى بأنه قد فاتته الاستخارة ، ولا سبيل إلى استدراكها .

لكن إذا كان الأمر الذي فعله يمكنه الاستمرار فيه أو تركه والرجوع عنه ، وهو لا يزال مترددا بين الاستمرار والترك ، فإنه يمكنه الاستخارة حينئذ بين الاستمرار والترك .

أما إذا كان الأمر لا يمكن استدراكه ، فقد فاتت صلاة الاستخارة ، وبقيت أسباب أخرى كثيرة لتيسير الأمور ، وجلب الخير ودفع الشر .

منها : الدعاء العام بأن الله ييسر له الخير ويصرف عنه الشر ، ويرزقه الرضى بما قدره الله تعالى .

ونحو ذلك من الأدعية .

وينظر الدعاء المذكور في جواب السؤال رقم : (227973) .

ومنها : ملازمة تقوى الله سبحانه وتعالى ، والعمل الصالح .

قال الله تعالى:  وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا ، وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا   الطلاق/2 – 3.

وقال الله تعالى: مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ  النحل/97.

وينظر للفائدة : جواب السؤال رقم : (229852) .

والله أعلم .

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android