هل يمكنك أن تخبرني من فضلك ما إذا كان هناك تفسير إسلامي لظاهرة ديجافو (رؤية شيء وإدراك أنك رأيت الشيء نفسه بالضبط من قبل) وما الذي يجب على الشخص فعله عندما يحدث له هذا الشيء؟
ما قول الشرع في ظاهرة الديجا فو؟ وكيفية التعامل معها إن وقعت ؟
السؤال: 270073
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
ديجا فو (Déjà vu) كلمة فرنسية تعني "شوهد من قبل " ؛ وهي شعور الإنسان بأنه عاش موقفا حاضرا أو رآه من قبل .
وقد اختلف علماء الأعصاب ، وعلماء النفس في تفسير هذه الظاهرة :
فمنهم من أرجعها إلى شذوذ في الذاكرة ، بسبب تشابك في الأعصاب المسؤولة عن الذاكرة قصيرة المدى ، والذاكرة طويلة المدى .
ومنهم من أرجعها إلى مشاعر حالية ، تجلب لنا تفاصيل حوادث سابقة في الماضي ، تشعرنا بأننا عشنا الحدث الحاضر من قبل .
ومنهم من أرجعها إلى معلومات قد تعلمناها من قبل ، ولكن نسيناها ، ثم استرجعها المخ ؛ فيُخيّل إلينا أننا نعيش الموقف مرتين .
هذا وقد بالغ كثير من أصحاب المعتقدات الدينية ، أو المذاهب الباراسايكولوجية في إلحاق ظاهرة الـ"ديجا فو" بالقوى الخارقة ، أو تفسيرات ما وراء علم النفس Parapsychological Interpretations ، كتفسيرها بناء على التخاطر telepathy ، أو التنويم المغناطيسي hypnosis ، أو تفسيرها بناء على الأشباح ghosts أو الأرواح الشريرة poltergeists ، إلى آخر ذلك من التفسيرات الظنية التي لا دليل عليها !
واعلم حفظك الله أنه ليس هناك تفسير إسلامي لهذه الظاهرة ، فليس هناك تعرض لها لا في الكتاب ولا في السنة ، ولا في قول أحد من علماء الإسلام ، ولا تعلق لها بشيء من أصول الإسلام ، أو قواعده .
وليس في هذا الباب إلا مجرد الافتراض والملاحظة في علم الأعصاب التجريبي ، أو التكهن والدعاوى ، عند أصحاب المعتقدات الدينية البدعية أو الشركية غير الإسلامية
وما عليك عند حصول هذه الظاهرة لك : إلا أن تتدبر في عظيم نعمة الله عليك بحفظه لذاكرتك من الخلل والاضطراب ، وحفظه لعقلك من الأمراض والأضرار ، وكيف أن العلماء احتاروا واختلفوا وتماروا في تفسير مثل هذه الظاهرة ، ومع ذلك لم يصلوا لقول قطعي في شأنها !
وهذا دليل على عظيم جهل الإنسان بكثير من الأشياء ، وعجزه عن تفسير كثير من أسرار المخ وغيره من الأعضاء !
وانظر للاستزادة كتاب The Déjà Vu Experience أو تجربة الديجا فو .. للكاتب Alan Brown
وكتاب The Déjà Vu Enigma أو لغز الديجا فو .. للكاتبة Marie Johnes
والله أعلم
هل انتفعت بهذه الإجابة؟
المصدر:
موقع الإسلام سؤال وجواب