تنزيل
0 / 0
2031605/12/2017

إذا نزل الركاب وبقيت وحدها مع السائق فهل يلزمها النزول؟

السؤال: 270362

أريد أن أسأل عن حكم ركوبى المواصلات ، أنا أركب سيارات الأجرة كالميكروباص ونحوه ، ويكون فيه ركاب آخرون معي ، وكما تعلمون أن الركاب ينزلون على محطات أثناء الطريق وأحيانا يحصل أن ينزل جميع الركاب أثناء الطريق وأبقى بمفردي في السيارة ولم أصل لبيتي بعد ، وتكون المسافة لا تزال بعيدة ، وفي نفس الوقت لا يمكنني النزول من السيارة إذا نزل آخر الركاب من السيارة ، فهل وجودي في الميكروباص بمفردي حلال أم حرام ؟

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

اختلف العلماء المعاصرون في ركوب المرأة بمفردها مع السائق الأجنبي عنها هل تكون خلوة أم لا ؟

فذهب كثير منهم إلى أن ذلك خلوة ، وقد سبق نقل كلام بعضهم في السؤال رقم (2986) ، (10374) .

وذهب آخرون – كالشيخ الألباني رحمه الله- إلى أن ذلك لا يكون خلوة بشرط أن يكون في وسط البلد .

ويتجه كلام الشيخ الألباني رحمه الله ، أكثر : إذا كان ذلك في السيارات الكبيرة ، كـ”الميني باص” ، أو الحافلات الكبيرة (أتوبيس عام) ؛ لأن وصول السائق إلى المرأة ، ونظره إليها ، وحديثه معها يكون متعذرا في الغالب .

ولا يعني ذلك أنه إذا انتفت الخلوة ، فإنه يجوز لها الركوب بمفردها في جميع الحالات .

بل مدار الأمر حينئذ ، على غلبة الظن بالسلامة من الفتنة أو الأذى ، أو التحرش بالمرأة ، ممن لا يخافون الله ، ولا رادع يردعهم .

فيتوجب عليها النزول – إذا نزل جميع الركاب وبقيت بمفردها – إذا كانت تخشى على نفسها من السائق .

وهناك قرائن تدل على غلبة الظن بالسلامة والأمن ، أو عدم ذلك :

فقد يظهر على السائق علامات الإجرام ، وقد يكون معه من يعمل معه على السيارة ، فيكون اجتماعهما كاجتماع ذئبين على شاة واحدة .

ففي هذه الحالة لا يجوز لها الركوب ، ولتتعب قليلا في انتظار سيارة أخرى حرصا منها على سلامتها .

وقد تكون حوادث التحرش ، والعدوان : في المدينة المعينة ، أو المنطقة السكنية : كثيرة فاشية ، فهنا يتوجب عليها الاحتياط أكثر ، ولو كلفها ذلك تعبا زائدا ، أو الاتصال بمن يصحبها ، أو يقابلها ، من أهلها .

وقد يظهر على السائق علامات الصلاح ، أو يكون رجلا كبيرا في السن ، أو سائقا معروفا لك وللناس في منطقتها ، ونحو ذلك …

أو تكون الساعة في وسط النهار ، مثلا ، والشوارع آهلة ، ولا يتمكن السائق من تغيير طريقه ، لو أراد العدوان ، ونحو ذلك .

ففي مثل هذه الأحول ، حيث يغلب الظن بالسلامة ، وتظهر قرائن الأمن : لا حرج عليها ، إن أكملت الطريق مع السائق ، بعد نزول الركاب ، متى احتاجت إلى ذلك ؛ بشرط أن يكون ذلك داخل المدينة ، كما هو ظاهر ، والابتعاد عن السائق بقدر الاستطاعة ، فتكون في المقعد الخلفي – إن أمكن – مع الحرص على فتح النافذة التي بجانبها ، ولو شيئا قليلا ، ليحصل الأمن بالمارة ، والاستغاثة بهم ، إن حدث لها شيء ، لا قدر الله .

ونسأل الله تعالى أن يحفظك وبناتنا من كل سوء .

والله أعلم .

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعتم بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android