0 / 0
11,00223/04/2018

ماذا يفعل أصحاب ورش التصليح في الأجهزة التي يتركها أصحابها مدة طويلة ؟

السؤال: 273235

هناك أمر يؤرقني ، ولا أعرف حكمه ، فأنا شاب لدي محل لتصليح الأجهزة الكهرومنزلية ، معظمها ثلاجات ، وغسلات ، ومكيفات ، والمحل الذي أعمل فيه ليس كبيرا ، ومرات تتكدس عندي الثلاجات والغسلات ، وأصحابها لا يأتون لأخذها ، ولا يريدون إصلاحها ، وأصبر عليهم مرات سنة ، ومرات سنتين ، ولا يأتون ، فأضطر بسبب إمتلاء المحل ، وعدم توفر مكان لاستقبال الأجهزة التي يريد أصحابها صيانتها إلى إلى تفكيكها ، ورميها ، ومرات أخرجها لمدة شهر أو أكثر خارج المحل ، ولا يأتون لأخذها فأرميها ، ومرات آخذ منها قطع غيار إن كانت تصلح ، وبعد مرور أكثر من سنة أو سنتين يأتي بعضهم يسألون عن أجهزتهم ، وأقول لهم إنني لو لم أضطر لضيق المكان ما رميتها ، فمنهم من يتقبل الوضع ، ومنهم من يقول لي : لا أسامح ، وأريد جهازي، ، حتى إنني مرات عندما أعرف أين يسكن صاحب الأجهزة المتعطلة ، والذي لا يسأل عليها لمدة عام بكراء شاحنة نقل من مالي وتوصيلها لهم حتى بيوتهم ، ولكن مرات لا أعرف من أصحابها ؛ لأنهم يتروكونهم خارج محل ، وأجدها ، وأحتفظ بها لمدة أكثر من ستة أشهر فإن لم يظهر صاحبها أرميها ، وأريد معرفة حكم الشرع في وضعي ، وهل الأجهزة التي أرميها تعد أمانة عندي ، ولا يجوز التصرف فيها ؟ إذا كان الجواب نعم ، فهل يوجد مدة يجب أن أحتفظ بها ؟ وإذا لا يجوز فأخبروني ، وأفيدوني فأنا تائه ، ولا أريد أن أغضب الله تعالى ، وأكون ممن يأكلون أموال الناس بالباطل .

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

الأجهزة التي يأتي بها أصحابها إليك لإصلاحها تعد "أمانة" عندك ، يجب عليك حفظها وحمايتها ، ريثما يأتي أصحابها لاستلامها .

ولكن إذا تأخر صاحب الجهاز في الحضور لاستلام جهازه بعد تصليحه تأخراً خارج المدة الزمنية المعتادة بحيث تفقد الأمل في رجوعه ، أو كان في ترك هذه الأجهزة ضرر عليك لضيق المكان ، أو وجود مشقة في المحافظة عليها ونحو ذلك :

ففي هذه الحال يحق لك ، من باب دفع الضرر عن نفسك أن تبيع هذه الأجهزة بحسب سعر مثلها في السوق ، وتأخذ من ثمنها قدر أجرتك المقررة ، وتحفظ باقي المال عندك ، فإذا جاء صاحبها يوما من الدهر رددته له.

قالت لجنة الفتوى في موقع " الفقه الإسلامي" : "عليه أن ينتظر المدة التي يغلب على الظن أن المالك لن يأتي فيها ، ثم يتصرف فيها ، ويستوفي أجرة عمله ، وأجرة المكان المقررة بالعرف أو بالشرط ، ثم إن تبقَّى شيء بقي على ملك المالك ، إن جاءه رده إليه ، وإن لم يأتِ جاز له أن ينتفع بما بقي ، ويضمن مثله ، وإن حفظه احتياطاً فهو أفضل.

وهذا ما تستلزمه قاعدة الشريعة في كون الضرر يزال ، ومعلوم أن بقاء هذه الأعيان في المحل، وعدم استيفاء أجرة العمل : ضرر كبير على صاحب الورشة ، أو المغسلة ، سيما إذا كانت تحتاج إلى قطع غيار ونحوه ، مع احتياجه لدفع أجور العمال ، وإيجار المحل ، وقد يضطر لرد بعض الأعمال الأخرى لعدم وجود مكان لتخزينها فيه .

ويزداد الأمر سوءا مع تكرر هذا من أكثر من زبون، فهذا كله يمثل ضررا كبيرا على صاحب المحل سوَّغ له تصرفه فيها بالبيع". انتهى من موقع "الفقه الإسلامي"

والنصيحة لك :

أن تجعل في العقد بنداً ، أو تكتب ورقة وتعلقها في مكان ظاهر من المحل بحيث يراها الزبائن: 

أن الأجهزة سيتم التخلص منها بعد فترة معينة تراها مناسبة للطرفين ، إذا لم يأتِ أصحابها لاستلامها .

وبعد انتهاء هذه الفترة ، لست ملزماً بالإبقاء عليها ، فجائز لك التخلص منها ببيعها وأخذ أجرتك ثم التصدق بالباقي ، أو التصدق بها كما هي ، أو التخلص منها إن لم تنفع للصدقة وللبيع .

وأحسن من ذلك : أن تضع رقم هاتف صاحب كل جهاز عليه ، أو كيفية التواصل معه ، برسالة ونحوها ، مع تاريخ استلام الجهاز ؛ وقبل انتهاء المدة : تتصل به ، لتنذره بأنك لست مسؤولا عن جهازه ، إذا لم يأت لاستلامه ؛ فإن أتى هو ، وإلا فتصرف فيه كما سبق بيانه .

ينظر للأهمية وللاستزادة جواب السؤال رقم : (147662) .

والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android