تنزيل
0 / 0
8,44009/01/2018

لا تصح الصلاة على الجنازة إذا جعلها خلفه .

السؤال: 282227

صلينا اليوم جنازة عقب صلاة الجمعة ، ولكن الإمام صلى والنعش من خلفه ، وعندما عاتبه المصلون قال : المكان ضيق جدا ، ولم يستطع الوقوف خلف النعش ، إذ أن المكان بين النعش والمصلين كان ضيقا جدا ، فهل الصلاة صحيحة أم ماذا ؟

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

الجوا ب:

لا خلاف بين أهل العلم في النهي عن التقدم على الجنازة حين الصلاة عليها ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم صلى على الجنائز هكذا ، في أحاديث كثيرة ، فلا يجوز الخروج عن ذلك .

ولأن الصلاة عليها شفاعة لها ، ووجودها أمام المصلي كحال الشافع المشير إليها ، وهذا لا يناسب أن تكون خلفه ووراء ظهره ، ولذلك اشترط جمهور أهل العلم عدم التقدم على الجنازة ، وأنه لو تقدم عليها بطلت .

بل إن بعض العلماء اشترطوا أن يسامتها ، بمعنى أن يكون موقفه محاذيا جزءا منها ، فإن كانت أمامه لكنها عن يمينه أو شماله دون أن يحاذي جزءا منها بطلت ، فكيف بمن يجعلها خلف ظهره ؟!

ففي الدر المختار (2/226) في ذكر شروط صحة الصلاة على الميت : “ووضعه أمام المصلي فلا تصح على موضوع خلفه” انتهى باختصار .

ثم زاد ابن عابدين في حاشيته عليه شرطا آخر وهو المحاذاة ، فقال : “والأقرب كون المحاذاة شرطا ، فيزاد على السبعة المذكورة ” انتهى .

وقال النووي :

“مَتَى تَقَدَّمَ عَلَى الْجِنَازَةِ أَوْ الْإِمَامِ فَالصَّحِيحُ بُطْلَانُ صَلَاتِه” انتهى من “المجموع” (5/228) .

وسئل الرملي “عمن تقدم على إمامه في صلاة الجنازة ، أو تقدم على الجنازة ، هل تصح صلاته أو لا ؟ فأجاب: بأنه تبطل صلاته بتقدمه المذكور ” انتهى من “فتاوى الرملي” (2/32) .

وذكر ابن مفلح الحنبلي رحمه الله شروط الجنازة ومنها: “وحضور الميت بين يديه[أي : أمامه] ” الفروع (3/ 340).

وقال الرحيباني الحنبلي :

“(وَلَا يَجِبُ أَنْ يُسَامِتَ الْإِمَامُ الْمَيِّتَ) بَلْ يُسْتَحَبُّ ، اقْتِدَاءٌ بِفِعْلِ السَّلَفِ، (فَإِنْ لَمْ يُسَامِتْهُ) الْإِمَامُ، بِأَنْ تَأَخَّرَ، وَتَحَوَّلَ يَمْنَةً أَوْ يَسْرَةً : (كُرِهَ) لَهُ ذَلِكَ . فَإِنْ فَحُشَ تَحَوُّلُهُ عَنْهُ ، بِحَيْثُ غَابَ عَنْ نَظَرِهِ، أَوْ جَعَلَهُ عَلَى عُلُوٍّ ، أَوْ فِي بِئْرٍ : لَمْ تَصِحَّ ؛ لِاشْتِرَاطِ حُضُورِهِ بَيْنَ يَدَيْهِ” انتهى من “مطالب أولي النهى” (1/879) .

وإذا تصادف ، وكان المكان ضيقا ، فقد كان من الممكن أن توضع الجنازة أمام الإمام ، ثم تتقارب الصفوف ، فإنهم لا يحتاجون إلا إلى مكان الوقوف فقط .

وكان بإمكانه أن يخرج بالجنازة فيصلي بها في رحبة المسجد ، أو في مصلى العيد ، كما هي السنة ، أو في الشارع إن أمكن … أو غير ذلك من الحلول الممكنة … لكنه تنطع ، وفعل أمرا لا هو بالذي تعلمه وتلقاه ، ولا بالمعهود في بلده ؛ إلا ما يفعل العوام في تصرفاتهم .

والله أعلم .

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android
at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android