فيما يتعلّق بالتسبيح بهذه الكلمات ( سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته).
1) أريد فهم الكلمة( نفسه) التي استخدمت فيه، معناها الحقيقيّ.
2) وأيضاً إذا كان في أيّ ادعيةٍ أخرى نفس الكلمة استخدم الله الذي هو (الحي القيّوم) وأيضاً إذا كان الله استخدم هذه الكلمة لنفسه. ارتباكي هو ( نفس) والتي عادةً ما تشير إلى النفس. ولا سيما الجنّ والإنس وهذا هو السبب في أنّ الله قال في القرآن( كل نفسٍ ذائقة الموت).
3) بالتالي هل هو صحيحٌ أن نقول هذا التسبيح؟
يسأل عن قول (سبحان الله عدد خلقه ورضا نفسه) وعن معنى “نفسه” ؟
السؤال: 283872
ملخص الجواب
لفظة " النفْس " ثابتة لله تعالى في كتابه الكريم وفي سنَّة النبي صلى الله عليه وسلم الصحيحة ، ولذا فلا يسع المسلم إلا إثباتها . ومعنى النفس في الآيات والأحاديث = ذاته تعالى المقدَّسة ، وليست صفة من صفات الله تعالى كالسمع والبصر . وما دام أن الحديث ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم فيجب على المسلم قبوله ، مسلّما ؛ وينبغي عليه : الحرص على الإتيان بهذا الذكر العظيم ، لينال فضيلته وبركته .
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
لفظة ” النفْس ” ثابتة لله تعالى في كتابه الكريم وفي سنَّة النبي صلى الله عليه وسلم الصحيحة ، ولذا فلا يسع المسلم إلا إثباتها .
ومعنى النفس في الآيات والأحاديث = ذاته تعالى المقدَّسة ، وليست صفة من صفات الله تعالى كالسمع والبصر .
قال تعالى ( وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ ) آل عمران/ 28 .
وقال تعالى – إخباراً عن عيسى عليه السلام أنه قال : ( تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ ) المائدة/ 116 .
وعَنْ أَبِي ذَرٍّ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – فِيمَا يرويه عَنْ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَنَّهُ قَالَ : ( يَا عِبَادِي إِنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِي وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ مُحَرَّمًا فَلَا تَظَالَمُوا ) .
وعن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج من عند أم المؤمنين جويرية رضي الله عنها بُكْرَةً حِينَ صَلَّى الصُّبْحَ، وَهِيَ فِي مَسْجِدِهَا، ثُمَّ رَجَعَ بَعْدَ أَنْ أَضْحَى، وَهِيَ جَالِسَةٌ، فَقَالَ: (مَا زِلْتِ عَلَى الْحَالِ الَّتِي فَارَقْتُكِ عَلَيْهَا؟) قَالَتْ: نَعَمْ، قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (لَقَدْ قُلْتُ بَعْدَكِ أَرْبَعَ كَلِمَاتٍ، ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، لَوْ وُزِنَتْ بِمَا قُلْتِ مُنْذُ الْيَوْمِ لَوَزَنَتْهُنَّ: سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ، عَدَدَ خَلْقِهِ وَرِضَا نَفْسِهِ وَزِنَةَ عَرْشِهِ وَمِدَادَ كَلِمَاتِهِ) رواه مسلم (2726) .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : ” ونفسه هي ذاته المقدَّسة ” انتهى من ” مجموع الفتاوى ” (14/196) .
والمراد بالنفس: ذاته سبحانه المقدسة ، الموصوفة بالصفات الثابتة له ؛ وليس المراد بالنفس ذاتاً مجردة عن الصفات ، ولا أنها صفة مستقلة قائمة بالذات .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ :” فهذه المواضع المراد فيها بلفظ (النفس) عند جمهور العلماء : الله نفسه التي هي ذاته المتصفة بصفاته ، ليس المراد بها ذاتاً منفكة عن الصفات ، ولا المراد بها صفة للذات .
وطائفة من الناس يجعلونها من باب الصفات ، كما يظن طائفة أنها الذات المجردة عن الصفات؛ وكلا القولين خطأ” انتهى من “مجموع الفتاوى” (9/292) .
وينظر جواب السؤال (181296) .
وما دام أن الحديث ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم فيجب على المسلم قبوله ، مسلّما ؛ وينبغي عليه : الحرص على الإتيان بهذا الذكر العظيم ، لينال فضيلته وبركته .
ولا يشكل على ذلك قوله تعالى : (كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ) ، فهي تعني أن كل نفس ستموت إلا الحي القيوم ذو الحياة الكاملة المطلقة سبحانه وتعالى الذي قال عن نفسه : (وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ) فهو الباقي وغيره فانٍ ؛ قال الله تعالى : (كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ ) الرحمن /26-27
وروى مسلم في صحيحه (2717) ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ يَقُولُ: اللهُمَّ لَكَ أَسْلَمْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ، وَإِلَيْكَ أَنَبْتُ، وَبِكَ خَاصَمْتُ، اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِعِزَّتِكَ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، أَنْ تُضِلَّنِي، أَنْتَ الْحَيُّ الَّذِي لَا يَمُوتُ، وَالْجِنُّ وَالْإِنْسُ يَمُوتُونَ .
وهذا واضح غاية الوضوح والحمد لله ، فاصرفي قلبك وخاطرك وفكرك عن تلك الوساوس ، وتعوذي بالله من الشيطان الرجيم ، وأقبلي على ذكر ربك ، وتلاوة كتابه العزيز .
والله أعلم .
هل انتفعت بهذه الإجابة؟
المصدر:
موقع الإسلام سؤال وجواب
موضوعات ذات صلة