وجدت هذا الحديث أنّ الله يخلق خلقاً آخر، فما هو هذا الخلق الجديد ؟ فقد ذكر أنس أن رسول الله قال : ( يبقى من الجنة ما شاء الله أن يبقى ، ثم ينشئ الله تعالى لها خلقا مما يشاء) ؟
يخلق الله خلقا يتنعم بما يفضل من الجنة
السؤال: 284304
ملخص الجواب
حقيقة هذا الخلق هي من أمور الغيب التي لم يبينها الله لنا ، ولذلك لم نجد من أهل العلم من تكلف البحث فيه ، وحسبنا هذا أدبا أن نقف عند هذا الحد ، ولتكن همتنا في تعلم ما شرعه الله لنا ، والجد في الأخذ به .
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
هذا الحديث متفق على صحته.
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: ( لَا تَزَالُ جَهَنَّمُ يُلْقَى فِيهَا وَتَقُولُ: هَلْ مِنْ مَزِيدٍ، حَتَّى يَضَعَ رَبُّ الْعِزَّةِ فِيهَا قَدَمَهُ، فَيَنْزَوِي بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ وَتَقُولُ: قَطْ قَطْ، بِعِزَّتِكَ وَكَرَمِكَ، وَلَا يَزَالُ فِي الْجَنَّةِ فَضْلٌ حَتَّى يُنْشِئَ اللهُ لَهَا خَلْقًا، فَيُسْكِنَهُمْ فَضْلَ الْجَنَّةِ ) .
رواه البخاري (7384) ومسلم (2848) واللفظ له.
ولم يبين الله عز وجل لنا في كتابه ، ولا ذكر رسوله صلى الله عليه وسلم لنا في سنته : حقيقة هذا الخلق ، وما هو ؟
ولا يترتب على معرفة ذلك : فضيلة في علم أو عمل ، ولا في الجهل به ضياع فريضة … ولا نافلة …
وأدب الله لنا ، في ذلك ونحوه : ألا نتكلف ما لا علم لنا به ، ولا وضع لنا السبيل إليه .
قال الله تعالى : (قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ) ص/86
وروى البخاري (7293) عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ عُمَرَ فَقَالَ: نُهِينَا عَنِ التَّكَلُّفِ .
وعَنْ أَبي ثَعلَبَةَ الخُشَنيِّ – رضي الله عنه -، عَن النَّبيِّ – صلى الله عليه وسلم -، قالَ: ( إنَّ الله فَرَضَ فرائِضَ، فَلا تُضَيِّعُوها، وحَدَّ حُدُوداً فلا تَعْتَدوها، وحَرَّمَ أَشْياءَ، فلا تَنتهكوها، وسَكَتَ عنْ أشياءَ رَحْمةً لكُم غَيْرَ نِسيانٍ، فلا تَبحَثوا عَنْها ) .
قال النووي : حديثٌ حسنٌ، رواه الدَّارقطنيُّ وغيرُهُ.
قال الإمام أبو بكر بن السَّمعاني رحمه الله :
” هذا الحديثُ أصلٌ كبيرٌ من أصولِ الدِّين .
قال: وحُكي عن بعضهم أنّه قال: ليس في أحاديث رسولِ الله – صلى الله عليه وسلم – حديثٌ واحدٌ أجمع بانفراده لأصولِ العلم وفروعه من حديث أبي ثعلبة .
قال: وحُكي عن أبي واثلة المزني أنَّه قال: جَمَعَ رسولُ الله – صلى الله عليه وسلم – الدِّين في أربعِ كلماتٍ، ثم ذكر حديثَ أبي ثعلبة.
قال ابنُ السَّمعاني: فمن عمِلَ بهذا الحديث، فقد حاز الثَّواب، وأمِنَ العقابَ؛ لأنَّ من أدَّى الفرائضَ، واجتنب المحارم، ووقف عندَ الحدودِ، وترك البحث عمَّا غاب عنه، فقد استوفى أقسامَ الفضل، وأوفى حقوق الدِّين؛ لأنَّ الشرائع لا تخرُج عَنْ هذه الأنواع المذكورة في هذا الحديث. انتهى.” من “جامع العلوم والحكم” (2/819) .
والخلاصة :
أن حقيقة هذا الخلق هي من أمور الغيب التي لم يبينها الله لنا ، ولذلك لم نجد من أهل العلم من تكلف البحث فيه ، وحسبنا هذا أدبا أن نقف عند هذا الحد ، ولتكن همتنا في تعلم ما شرعه الله لنا ، والجد في الأخذ به .
والله أعلم .
هل انتفعت بهذه الإجابة؟
المصدر:
موقع الإسلام سؤال وجواب