0 / 0

علقت اليمين بسبب وزال السبب، فما الحكم؟

السؤال: 288193

أمي حلفت علي أن لا أقص شعري حتى بعد مناسبة معينة بعد ٤ أشهر ، وبعد فترة المناسبة أُلغيت ، فهل يجوز لي قص شعري ؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

الأيمان كسائر التزامات المسلم مبناها على نية وقصد صاحب اليمين؛ لأن القاعدة ” أن الأمور بمقاصدها ” : ومن فروعها : ” أن مقاصد اللفظ على نية اللافظ ” .

“الأشباه والنظائر” للسيوطي (1 / 81).

وأصل هذا حديث رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:  إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى  رواه البخاري (1) ، ومسلم (1907).

قال ابن عبد البر رحمه الله تعالى:

” والأصل في هذا الباب – أي باب اليمين- : مراعاة ما نوى الحالف، فإن لم تكن له نية نظر إلى بساط قصته [أي : سبب اليمين] ، وما أثاره على الحلف ، ثم حكم عليه بالأغلب من ذلك في نفوس أهل وقته ” انتهى من “الكافي” (1 / 452).

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى:

” واتفقوا على أنه يرجع في اليمين إلى نية الحالف ، إذا احتملها لفظه ” .

انتهى من  “مجموع الفتاوى” (32 / 86).

وبناء على هذا؛ فإن يمين والدتك له احتمالان:

الاحتمال الأول: أن يكون قصدها أن تحضري هذه المناسبة بشعرك كاملا من غير قص.

فعلى هذا : ما دامت قد ألغيت فلا بأس من قصّك لشعرك ولا كفارة عليها؛ لأن سبب اليمين قد زال.

قال ابن القيم رحمه الله تعالى:

” إذا علق الشارع حكما بسبب أو علة ، زال ذلك الحكم بزوالها… والشريعة مبنية على هذه القاعدة.

فهكذا الحالف إذا حلف على أمر لا يفعله لسبب ، فزال السبب : لم يحنث بفعله؛ لأن يمينه تعلقت به لذلك الوصف، فإذا زال الوصف زال تعلق اليمين … ” .

انتهى من “اعلام الموقعين” (5 / 528 – 529).

الاحتمال الثاني: أن يكون قصد الأم أن يبقى شعرك على هذه الحال طوال هذه المدة ، وليس المقصود المناسبة ذاتها.

فعلى هذا عليك أن تنتظري إلى التاريخ الذي كان مقدرا لهذه المناسبة التي قد ألغيت ، ولا تقصي شعرك قبل انقضاء هذه المدة ، ثم لك أن تقصيه بعدها .

والله أعلم.

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android