هل عندما يعطس أحدهم ولم يكن في نفس الغرفة فيجب علي أن أرفع صوتي ، وأقول له : يرحمك الله ؟
هل يجب تشميت العاطس إذا كان في غرفة أخرى؟
السؤال: 291266
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
أولا :
تشميت العاطس إذا حمد الله واجب على الكفاية ، فإذا شمته واحد، سقط الوجوب عن الآخرين ، فإن لم يشمته أحد ممن سمعه، أثموا جميعا؛ لما رواه أبو هريرة رضي الله عنه قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : خَمْسٌ تَجِبُ لِلْمُسْلِمِ عَلَى أَخِيهِ: رَدُّ السَّلَامِ وَتَشْمِيتُ الْعَاطِسِ… رواه مسلم (4022) .
وينظر جواب السؤال : (239630) .
ثانيا :
إذا عطس مسلمٌ وهو بعيد عنك، فحمد الله ولم يشمّته أحد وبلغك تحميده فإنك تشمته وتُسمِعه صوتك، كما أسمعك، كما أنه إذا سلّم عليك من بعيد وأسمعك صوته، فإن عليك أن ترد عليه وتسمعه كما أسمعك .
قال النووي رحمه الله في “الأذكار” (ص271) : ” وأقل الحمد والتشميت، وجوابه: أن يرفع صوته بحيث يُسْمِعُ صاحبَه” انتهى .
وقال العيني رحمه الله:
“وَلَا يَصح الرَّد [يعني رد السلام] حَتَّى يسمعهُ الْمُسَلِّم، إلاَّ أَن يكون أَصمّ، فَيَنْبَغِي أَن يرد عَلَيْهِ بتحريك شَفَتَيْه .
وَكَذَلِكَ: تشميت الْعَاطِس” انتهى من “عمدة القاري ” (8/11).
والذي يظهر أنه كون العاطس في غرفة أخرى ، ليس مما يمنع تشميته ، ما دام ذلك لا يستلزم رفع الصوت فوق العادة ، ولا يترتب عليه تشويش على الآخرين ، من مصل ، أو نائم ، أو نحو ذلك .
والناس يتكلم بعضهم مع بعض عادة ، وهم في غرف متفرقة ، بالسلام ونحوه ، أو بالكلمة والكلمتين، ما دام أن الكلام لا استرسال فيه .
قال السفاريني في “غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب” (1/443):
“وَقَالَ يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ بَعْضِهِمْ : حَقٌّ عَلَى الرَّجُلِ إذَا عَطَسَ أَنْ يَحْمَدَ اللَّهَ تَعَالَى ، وَأَنْ يَرْفَعَ صَوْتَهُ ، وَأَنْ يُسْمِعَ مَنْ عِنْدَهُ، وَحَقٌّ عَلَيْهِمْ أَنْ يُشَمِّتُوهُ . انْتَهَى.
… قَالَ مَكْحُولٌ: كُنْت إلَى جَنْبِ ابْنِ عُمَرَ فَعَطَسَ رَجُلٌ مِنْ نَاحِيَةِ الْمَسْجِدِ ، فَقَالَ يَرْحَمُك اللَّهُ إنْ كُنْت حَمِدْت اللَّهَ.
فَإِنْ عَطَسَ ، فَحَمِدَ ، وَلَمْ يُشَمِّتْهُ أَحَدٌ ، فَسَمِعَهُ مَنْ بَعُدَ عَنْهُ : شُرِعَ لَهُ أَنْ يُشَمِّتَهُ حَتَّى يُسْمِعَهُ.
وَقَدْ أَخْرَجَ ابْنُ عَبْدِ الْبَرِّ بِسَنَدٍ جَيِّدٍ ، عَنْ أَبِي دَاوُد صَاحِبِ السُّنَنِ ، أَنَّهُ كَانَ فِي سَفِينَةٍ فَسَمِعَ عَاطِسًا عَلَى الشَّطِّ حَمِدَ، فَاكْتَرَى قَارِبًا بِدِرْهَمٍ ، حَتَّى جَاءَ إلَى الْعَاطِسِ فَشَمَّتَهُ ، ثُمَّ رَجَعَ !!
فَسُئِلَ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ: لَعَلَّهُ يَكُونُ مُجَابَ الدَّعْوَةِ.
فَلَمَّا رَقَدُوا ، سَمِعُوا قَائِلًا يَقُولُ: يَا أَهْلَ السَّفِينَةِ ، إنَّ أَبَا دَاوُد اشْتَرَى الْجَنَّةَ مِنْ اللَّهِ بِدِرْهَمٍ.
ذَكَرَ ذَلِكَ ابْنُ حَجَرٍ فِي شَرْحِ الْبُخَارِيِّ” انتهى .
والله أعلم .
هل انتفعت بهذه الإجابة؟
المصدر:
موقع الإسلام سؤال وجواب
موضوعات ذات صلة