تنزيل
0 / 0

هل يجوز التسمي ب “مهيمن”؟

السؤال: 291883

هل يجوز أن نسمي طفلا مهيمنا بدون (ال)، وإذا كان لا يجوز، فماذا يجب على الشخص المسمى بهذا الاسم؟

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولا:

(الْمُهَيْمِنُ) في أسماء الله عز وجل: أي؛ الرقيب على كل شيء، باطلاعه، واستيلائه، وحفظه.

قال ابن كثير، رحمه الله في “تفسيره” (8/80) :

وقوله: الْمُهَيْمِنُ قال ابن عباس وغير واحد: أي الشاهد على خلقه بأعمالهم، بمعنى: هو رقيب عليهم، كقوله: (وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ } [البروج : 9] ، وقوله { ثُمَّ اللَّهُ شَهِيدٌ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ) [يونس : 46] ” انتهى.

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية، رحمه الله:

“وَمِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ: “الْمُهَيْمِنُ”؛ وَيُسَمَّى الْحَاكِمُ عَلَى النَّاسِ، الْقَائِمُ بِأُمُورِهِمْ: الْمُهَيْمِنُ.

قَالَ الْمُبَرِّدُ وَالْجَوْهَرِيُّ وَغَيْرُهُمَا: الْمُهَيْمِنُ فِي اللُّغَةِ: الْمُؤْتَمِنُ.

وَقَالَ الْخَلِيلُ: الرَّقِيبُ الْحَافِظُ.

وَقَالَ الْخَطَّابِيَّ: الْمُهَيْمِنُ الشَّهِيدُ.

قَالَ: وَقَالَ بَعْضُ أَهْلِ اللُّغَةِ: الْهَيْمَنَةُ: الْقِيَامُ عَلَى الشَّيْءِ، وَالرِّعَايَةُ لَهُ. وَأَنْشَدَ:

أَلَا إنَّ خَيْرَ النَّاسِ بَعْدَ نَبِيِّهِمْ * مُهَيْمِنُهُ التاليه فِي الْعُرْفِ وَالنُّكْرِ

يُرِيدُ: الْقَائِمُ عَلَى النَّاسِ بِالرِّعَايَةِ لَهُمْ.” انتهى من “مجموع فتاوى ابن تيمية” (17/43).

ثانيا:

لا يجوز التسمي باسم “المهيمن”؛ هكذا بإطلاق اللفظ، وتعريفه بـ”الـ”؛ لأنه ، بهذا الوضع ، من الأسماء المختصة بالله سبحانه وتعالى.

قال النووي في شرح حديث (إِنَّ أَخْنَعَ اسْمٍ عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ رَجُلٌ تَسَمَّى مَلِكَ الْأَمْلَاكِ لَا مَالِكَ إِلَّا اللَّهُ) :

“التَّسَمِّيَ بِهَذَا الاسم حرام، وَكَذَلِكَ التَّسَمِّي بِأَسْمَاءِ اللَّهِ تَعَالَى الْمُخْتَصَّةِ بِهِ، كَالرَّحْمَنِ، وَالْقُدُّوسِ، وَالْمُهَيْمِنِ، وَخَالِقِ الْخَلْقِ وَنَحْوِهَا” انتهى من “شرح مسلم” (14/122).

وأما “مهيمن” بلا إطلاق، مجردا من الألف واللام، فالأمر فيه أخف، ولو وصف به شخص مقيدا، فقيل: مهيمن الدار، أو ميهمن المدرسة، ونحو ذلك: بان المعنى، وزال المحذور.

والأحوط: ترك التسمي بذلك، بكل حال؛ لما فيه من الإشكال والاشتباه؛ وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( دَعْ مَا يَرِيبُكَ إِلَى مَا لاَ يَرِيبُكَ ) رواه الترمذي (2518) وقال: “حديث صحيح”.

والأفضل لمن سُمي بهذا الاسم أن يغير اسمه إلى غيره من الأسماء الحسنة كعبدالله أو عبدالرحمن أو عبدالمهيمن أو غير ذلك .

وينظر جواب السؤال: (223855)، (130943).

والله أعلم .

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعتم بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android