تنزيل
0 / 0

حكم تسمية المولودة بـ ( مِرْيام ) .

السؤال: 294780

ما حكم تسمية المولودة باسم ( مريام ) وما أصل هذا الاسم ؟ حيث قيل لي : إن مريم عند النصارى تنطق ميري وليس مريام .

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولاً : 

الأولاد هبات من الله تعالى ، أنعم بها على الوالدين ، وأوجب تجاههم حقوقا كثيرة عظيمة ، تبدأ باختيار الاسم الحسن الذي سيحمله المولود فيما يستقبل من عمره .

قال الماوردي رحمه الله في كتابه “نصيحة الملوك” (ص167) : ” فإذا ولد المولود ، فإن من أول كراماته له ، وبره به ، أن يُحَلِّيَه باسمٍ حسنٍ ، فإن للاسم الحسن موقعاً في النفوس، مع أول سماعه ” انتهى باختصار .

والأصل في الأسماء: الإباحة والجواز ، غير أن هناك بعض المحاذير الشرعية التي ينبغي اجتنابها عند اختيار الأسماء منها : التعبيد لغير الله عز وجل ، والتسمية باسم من أسماء الله تبارك وتعالى التي اختص بها نفسه ، والتسمي بأسماء الكفار الخاصة بهم ، الدالة عليهم دون غيرهم ، مثل عبد المسيح وبطرس وجرجس ونحوها ، والتسمي بأسماء الأصنام أو الطواغيت المعبودة من دون الله ، وغير ذلك .

وينظر لمزيد من التفصيل حول آداب الأسماء جواب السؤال رقم : (7180).

ثانيا :

اسم : ( مِرْيام ) هو لفظ آخر لاسم : ( مَرْيَم ) ، ويبدو أنه استحدث قريبًا ، ليناسب بعض اللغات أو اللهجات .

و( مريم ) ، اسم أعجمي ، عبري الأصل ، ثم استعمله العرب ، وانتشر في نسائهم .

جاء في “المصباح المنير” (1/249): ” مَرْيَمُ اسْمٌ أَعْجَمِيُّ ، وَوَزْنُهُ مَفْعَلٌ ، وَبِنَاؤُهُ قَلِيلٌ ، وَمِيمُهُ زَائِدَةٌ .

وَلَا يَجُوزُ أَنْ تَكُونَ أَصْلِيَّةً لَفَقْدِ فَعْيَلٍ فِي الْأَبْنِيَةِ الْعَرَبِيَّةِ .

وَنَقَلَ الصَّغَانِيُّ عَنْ أَبِي عَمْرٍو، قَالَ : مَرْيَمُ مَفْعَلُ ، مِنْ رَامَ يَرِيمُ .

وَهَذَا يَقْتَضِي أَنْ يَكُونَ عَرَبِيًّا .” اهـ 

ومعنى ( مريم ) في العبرية : العابدة ، والخادمة ؛ لأن أم مريم رضي الله عنهما نذرتها لخدمة بيت المقدس . 

قال البغوي في تفسير قوله تعالى : ( وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ ) : ” ومريم بلغتهم العابدة والخادمة ” انتهى من “تفسير البغوي” (2/30). 

وقال أبو حيان : ” مريم في لغتهم معناه : العابدة ، أرادت بهذه التسمية التفاؤل لها بالخير ، والتقرب إلى الله تعالى ، والتضرّع إليه بأن يكون فعلها مطابقًا لاسمها ، وأن يصدق فيها ظنها بها ” انتهى من “البحر المحيط” (3/118).

وبناء على ما سبق، من أن ( مريام ) لفظ آخر لاسم : ( مريم ) ، وأنه لا يحمل معنى سيئًا ، ولا يختص بالكفار دون غيرهم ؛ فلا حرج في التسمي به .

لكن يشترط لذلك : أن يكون التسمي بمثل ذلك معتادا بين المسلمين في بلادكم ، وألا يكون التسمي بهذا الاسم ، وبالكيفية المذكورة (مريام) : من خصائص الكفار ، أو فيه تشبه ظاهر بالكفار ، أو لأجل أن بعض أهل الفسق ، تسمى بذلك الاسم ، فقلده الناس في ذلك ، وكذلك يفعلون !!

ولا شك أن الذي ينبغي ، على كل حال ، لمن أراد أن يسمي ابنته ( مريم ) ، أن يكون ذلك على هيئة نطقه العربي ، ويكفي ذلك شرفا أنها تسيمة القرآن ، وحديث النبي صلى الله عليه وسلم ، وهكذا اعتاده العرب ، ونطقوه .

وينظر لمعرفة بعض الأسماء المستحسنة للإناث جواب السؤال رقم : (101401).

والله أعلم.

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android