0 / 0

العبرة في تسوية الصف بمحاذاة بدايته

السؤال: 295550

في صلاة الجماعة من أتبع ، الذي عن يميني أو عن شمالي في الصف عندما لا يكونا على استقامة واحدة ؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولا:
تسوية الصفوف في الصلاة واجبة ، والمراد بها : اعتدال المصلين في صفوفهم على سمت واحد ، بحيث لا يتقدم أحد على أحد ، ولا يتأخر .

فعنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : سَوُّوا صُفُوفَكُمْ ، فَإِنَّ تَسْوِيَةَ الصَّفِّ مِنْ تَمَامِ الصَّلاةِ   رواه البخاري ( 690 ) ، ومسلم ( 433) . 

وفي رواية للبخاري ( 723 ) :   سَوُّوا صُفُوفَكُمْ ، فَإِنَّ تَسْوِيَةَ الصُّفُوفِ مِنْ إِقَامَةِ الصَّلاةِ   .

وينظر للمزيد جواب السؤال رقم : (36881) ، و(158560).

وتسوية الصف تكون بالمحاذاة بين الأعناق والمناكب والأكعب بين المصلين .

ثانيا:

من دخل في صف ووجده غير مستوٍ بحيث إن يمين الصف متقدم على يساره ، أو العكس ؛ فإن العبرة حينئذ ببداية الصف ، وبداية الصف تكون من خلف الإمام ، بحيث يكون الإمام في وسط الصف، والمأمون خلفه ، عن يمينه، وعن يساره.

لما روى البخاري (424) ، ومسلم (33) عَنْ عِتْبَانَ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه : ” أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَاهُ فِي مَنْزِلِهِ فَقَالَ :  أَيْنَ تُحِبُّ أَنْ أُصَلِّيَ لَكَ مِنْ بَيْتِكَ ؟  قَالَ : فَأَشَرْتُ لَهُ إِلَى مَكَانٍ ، فَكَبَّرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَصَفَفْنَا خَلْفَهُ ، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ “.

وروى البخاري (380) ، ومسلم (658) عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ : ” أَنَّ جَدَّتَهُ مُلَيْكَةَ دَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِطَعَامٍ صَنَعَتْهُ لَهُ ، فَأَكَلَ مِنْهُ ، ثُمَّ قَالَ :   قُومُوا فَلأُصَلِّ لَكُمْ   ، قَالَ أَنَسٌ : فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَصَفَفْتُ وَالْيَتِيمَ وَرَاءَهُ ، وَالْعَجُوزُ مِنْ وَرَائِنَا ، فَصَلَّى لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ انْصَرَفَ ” .

وروى مسلم (3014) عن جابر أنه قال : ” صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم فقُمْتُ عَنْ يَسَارِه ، فَأَخَذَ بِيَدِي فَأَدَارَنِي حَتَّى أَقَامَنِي عَنْ يَمِينِهِ ، ثُمَّ جَاءَ جَبَّارُ بْنُ صَخْرٍ، فَتَوَضَّأَ ثُمَّ جَاءَ فَقَامَ عَنْ يَسَارِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَأَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدَيْنَا جَمِيعًا، فَدَفَعَنَا حَتَّى أَقَامَنَا خَلْفَهُ ” .

فظاهر قوله :  وَصَفَفْنَا خَلْفَهُ  ، وقوله :  وَصَفَفْتُ وَالْيَتِيمَ وَرَاءَهُ  ، وقوله :  حَتَّى أَقَامَنَا خَلْفَهُ  : أنهم كانوا خلف النبي صلى الله عليه وسلم مباشرة ، أي كان النبي صلى الله عليه وسلم مقابل وسط الصف .

قال الشوكاني في “السيل الجرار” (1/261) :

” والاثنان فصاعداً خلفه ، في سَمْته .

وأما اعتبار أن يكونا في سَمْته : فهو معنى كونهما خلفه ، وأنهما لو وقفا في جانبٍ خارجٍ عن سَمْته: لم يكونا خلفه ” انتهى .

ويد على ذلك أيضا : ما رواه أبو داود (681) عن أَبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :   وَسِّطُوا الإِمَامَ ، وَسُدُّوا الْخَلَلَ   .

والحديث ضعفه الشيخ الألباني في “ضعيف أبي داود” (681)، لكن معناه صحيح، يشهد له ما سبق من الأحاديث الصحيحة.

قال المناوي في فيض القدير : ” أي : اجعلوه وسط الصف لينال كل أحد عن يمينه وشماله حظه من نحو سماع وقرب” انتهى .

سئل الشيخ ابن باز رحمه الله:

“يمتلئ الصف الأول في المسجد فنريد أن نكون الصف الثاني فهل نبدأ به من خلف الإمام مباشرة بموازاته ؟ أم على يمين الصف أو يساره ؟

فأجاب رحمه الله : الواجب البداءة من وسط الصف مما يلي الإمام – يعني: مما يقابل الإمام- يبدأ من هذا ثم يصفون عن يمين وشمال ، البداءة من وسط الصف كالأول .

ينظر : https://binbaz.org.sa/fatwas/17709

وينظر للفائدة : جواب السؤال رقم : (66017) .

 ثالثا:

إذا تقرر أن المشروع في الصف أن يبدأ من خلف الإمام ، فيكون الأصل في المحاذاة هم من خلف الإمام مباشرة، ثم يستوي الطرفان على سمتهم ومحاذاتهم ؛ فمن كان في يمين الصف ، فإنه يحاذي على يساره، حتى يستوي بمن خلف الإمام ، ومن كان على يسار الصف، فإنه يحاذي عن يمينه ، حتى يستوي كذلك على محاذاة من خلف الإمام ، وبهذا يستوي الصف من طرفيه.

على أن المقدم في ذلك كله: هو مراعاة استقامة الصف، وتسويته، وسد الخلل؛ فينبغي أن يكون هذا هو المقدم في نظر المصلي، ومحاذاته، فإذا كانت محاذاته لمن على اليمين، أو على اليسار : أدعى لاستقامة الصف جميعه، وتحقيق ذلك المقصود: فينغي أن يكون هو المقدم ، لا سيما إذا كان في بعض النواحي: من أهل النفرة من لا يطيعه في المحاذاة، وينفر من ذلك ، فينبغي أن يلين هو ، ويحسن خلقه، ويوسع صدره في هذا المقام الشريف؛ وبهذا أوصى النبي صلى الله عليه وسلم المصلين:

فعن عبد الله بن عمر ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :   أقيموا الصفوف وحاذوا بين المناكب وسدوا الخلل ولينوا بأيدي إخوانكم ، ولا تذروا فرجات للشيطان ومن وصل صفا وصله الله ومن قطع صفا قطعه الله  .

 قال أبو داود :  ” ومعنى ولينوا بأيدي إخوانكم أي : يكون الرجل ليناً منقاداً لأخيه إذا قدمه أو أخره ليستوي الصف ” . انتهى من “عون المعبود”.

أبو داود ( 666 ) ، والنسائي (819 ) ، وصححه الألباني في “صحيح أبي داود” ( 620 ) .

وينظر جواب السؤال رقم (21502)

والله أعلم. 

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android