أنا أضع تقويم الأسنان ، وقبل فترة الدكتورة قالت : سأحف لك الضرسين الأماميين حتى يكونا بشكل دائري ؛ لأنه أجمل للمرأة ، ولأن أحد الأسنان فيها حشوة زائدة ، فشكلها أطول من الآخر ، فمع كونها ستجعله نفس الطول ، إلا انها ستحفه بشكل دائري ؛ حتى يكون أجمل ، لأنه في الأصل الأسنان مربعة ، ففعلت ذلك ، وأنا كنت شاكة هل هذا يجوز أم لا ، ثم أوقفتها وهي تعمل ، وقلت لها : اصبري لعلي أنظر هل هذا جائز أو لا ، وهي كانت قد أنهت الضرسين إلا إن أحدهما بقي أطول من الآخر بقليل ، بعدها عرفت أن هذا لا يجوز ؛ لأنه يدخل في المتفلجات للحسن ، فقلت : لن أكمل تعديل الضرس الثاني ، أنا الآن على قرب الانتهاء من علاج التقويم ، لكن هناك مشكلة بسيطة ، وهي الآن أن الأسنان إذا أغلقت لا تكون كلها نفس الشيء ، فإن الضرس الثاني أطول من الأول فهو يُغلق قبله، وهذا لا شيء فيه ، لكنه من باب التجميل، فان الضرسين ليسا في مستو واحد تماما . سؤالي: هل يجوز أن تنحت الدكتورة هذا الزائد من الضرس الثاني بحيث يبقى كمستوى الضرس الآخر ، وهو نحت بسيط جداً جدا ، يعني حقيقة أريده أن يبقى مثل طول السن بالضبط ، فالآن هل يجوز هذا لي أم لا؟
حكم برد الضرس الطويل وحف الأضراس الأمامية لتكون دائرية الشكل
السؤال: 295774
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
أولا:
يجوز برد الأسنان والأضراس لتتساوى في الطول، إذا كان عدم تساويها يؤذي أو يضر، ولا يجوز ذلك إذا كان لمجرد الجمال وطلب الحسن.
والأصل في ذلك: ما رواه البخاري (5943) ، ومسلم (2125) عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : ” لَعَنَ اللَّهُ الْوَاشِمَاتِ وَالْمُسْتَوْشِمَاتِ وَالْمُتَنَمِّصَاتِ وَالْمُتَفَلِّجَاتِ لِلْحُسْنِ الْمُغَيِّرَاتِ خَلْقَ اللَّه”.
قال النووي رحمه الله في “شرح مسلم:
“( الْمُتَفَلِّجَات ) َالْمُرَاد : مُفَلِّجَات الْأَسْنَان، بِأَنْ تَبْرُد مَا بَيْن أَسْنَانهَا الثَّنَايَا وَالرَّبَاعِيَّات، وَتَفْعَل ذَلِكَ الْعَجُوز وَمَنْ قَارَبْتهَا فِي السِّنّ إِظْهَارًا لِلصِّغَرِ وَحُسْن الْأَسْنَان ، لِأَنَّ هَذِهِ الْفُرْجَة اللَّطِيفَة بَيْن الْأَسْنَان تَكُون لِلْبَنَاتِ الصِّغَار ، فَإِذَا عَجَزَت الْمَرْأَة، كَبُرَتْ سِنّهَا، فَتَبْرُدهَا بِالْمِبْرَدِ لِتَصِيرَ لَطِيفَة حَسَنَة الْمَنْظَر ، وَتُوهِم كَوْنهَا صَغِيرَة ، وَيُقَال لَهُ أَيْضًا الْوَشْر.
وَهَذَا الْفِعْل حَرَام عَلَى الْفَاعِلَة وَالْمَفْعُول بِهَا، لِهَذِهِ الْأَحَادِيث ، وَلِأَنَّهُ تَغْيِير لِخَلْقِ اللَّه تَعَالَى، وَلِأَنَّهُ تَزْوِير، وَلِأَنَّهُ تَدْلِيس .
وَأَمَّا قَوْله : ( الْمُتَفَلِّجَات لِلْحُسْنِ ) فَمَعْنَاهُ يَفْعَلْنَ ذَلِكَ طَلَبًا لِلْحُسْنِ . وَفِيهِ إِشَارَة إِلَى أَنَّ الْحَرَام هُوَ الْمَفْعُول لِطَلَبِ الْحُسْن ، أَمَّا لَوْ اِحْتَاجَتْ إِلَيْهِ، لِعِلَاجٍ، أَوْ عَيْب فِي السِّنّ وَنَحْوه: فَلَا بَأْس. وَاللَّه أَعْلَم ” انتهى باختصار.
وسئلت اللجنة الدائمة للإفتاء (24/75) : إذا كان لي سنان طويلان ، فهل يجوز لي تسويتهما مع باقي الأسنان ؟
فأجابت :
” إذا كان طولا يؤذيك ، فتزيل ما يؤذيك فقط ” انتهى .
وعليه: فإن كان طول الضرس يؤذي، أو يضر في الأكل، أو الكلام ونحوه: جاز برده ليتساوى معه غيره.
وإن كان طوله لا يؤدي لشيء من ذلك: لم يجز برده.
ثانيا:
قد أحسنت في إيقاف عملية حف الأضراس لتكون دائرية الشكل؛ فإن هذا من الوشر والتفلج المحرم، ونسأل الله أن يعفو عنك فيما تقدم.
والله أعلم.
هل انتفعت بهذه الإجابة؟
المصدر:
موقع الإسلام سؤال وجواب