لدي صديق من الولايات المتحدة الأمريكية ، ولاية يوتا تحديدا في الغرب الأمريكي ، تعرفت عليه عن طريق الإنترنت ، مراسلة ليس أكثر ، ولم يتخط الأمر هذا الحد ، فلم ير أحدنا الآخر في الواقع ، معظم حوالي نصف سكان الولاية من طائفة المورمون المسيحية ، الولاية هي أكثر ولاية حضورًا للكنائس ، وهم في هذه الطائفة متمسكون بشكل يقرب من المسلمين بدينهم ومعتقداتهم ، ويبشرون به في باقي الولايات ودول عدة ، هو بالطبع لا يتحدث سوى الإنجليزية . فسؤالي هو : هل أنا مطالب كمسلم بأن أعرض عليه الإسلام؟ وكيف؟ الطبيعي في رأيي أنه سيكون لزامًا أن أبين له خطأ مذهبه ومعتقده الديني ، هم بعيدون قليلًا عن المسيحية التقليدية ، فهم ملتزمون بكتاب المورمون ، وليس الإنجيل حسبما قرأت ، وتلك لن تكون مهمة سهلة حيث معرفتي عن المعتقد محدودة ، ولم أتطرق للدخول في تفاصيلها ، هو في سن صغيرة نسبيًا مثل سني حوالي الثامنة عشر ، وعائلته كبيرة من 8 أفراد ، فإن اقتُنع بالإسلام قد يؤدي في النهاية لاقناع عائلته وأصدقائه من الممكن ، وهكذا ، الموضوع أفكر به من فترة تزيد عن العام ، فأنا أعرفه من ثلاثة أعوام تقريبًا ، وبحثت كثيرًا عن متخصصين مسلمين في هذا المذهب ، ولم أجد سوى باحثة مسلمة على شبكة ابن مريم الإسلامية قد نشرت موضوعًا بخصوص غرابة المعتقد وسهولة هدمه ، لكن مع الأسف أول وأخر مشاركاتها كانت في العام 2009 ، ولا توجد أي وسيلة للتواصل معها بخصوص هذا الشأن. لم أجد صراحة أفضل من موقعكم الإسلام سؤال وجواب لأفتح لهم ما في عقلي لثقتي بقدرتهم على تقديم المساعدة .
كيف يدعو نصرانيا من طائفة المورمون ؟
السؤال: 297610
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
أولا:
الدعوة إلى الإسلام والحرص على هداية الناس: من أعظم الأعمال والقربات، وهو سبيل النبي صلى الله عليه وسلم وأتباعه كما أمره الله أن يقول: قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ يوسف/108 .
وحث النبي صلى الله عليه وسلم على دعوة غير المسلمين فقال: فَوَاللَّهِ لأَنْ يَهْدِيَ اللَّهُ بِكَ رَجُلا خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ يَكُونَ لَكَ حُمْرُ النَّعَم رواه البخاري (3009) ، ومسلم (2406).
لكن هذه الدعوة لابد أن تكون على بصيرة، والبصيرة: العلم بالأحكام، والعلم بحال المدعوّين، والعلم بالوسائل الموصلة لدعوته.
ومجال نقاش الأديان لا يجوز أن يقدم عليه إلا من له قدم راسخ في العلم، وإلا كان ضعفه سببا في تمسك مخالفه بدينه، وربما ضعُف دينه هو ، من جراء ما يقرأ ويسمع من الشبهات.
وهذه الطائفة كما ذكرت، تنشط للدعوة إلى دينها، فلا يصلح لمناقشتها إلا من جمع بين أمرين:
الأول: العلم بدين الإسلام، والرد على الشبهات المثارة حوله.
الثاني: العلم بحال هذه الطائفة وشبهاتها وطرق دعوتها.
والغالب أنك إذا دعوت هذا الشخص، جاءك بمن يناقشك، ودخلت في حوار لم تستعد له.
ولهذا فالذي ننصحك به:
أن تنشغل بطلب العلم الشرعي، والتمكن من عرض الإسلام، والإجابة على ما يثار حوله.
التواصل مع الدعاة المنشغلين بدعوة هذه الطائفة ، أو بمناقشة النصارى بوجه عام، كالدكتور ذاكر نايك ، أو الدكتور سامي عامري ، وأمثالهما، لتستعين بهم في دعوة هذا الشخص وغيره، وللتدرب على طريقة الحوار والإقناع، والوقوف على الشبهات المثارة وأجوبتها، ونقاط الضعف لدى المدعو ، وكيفية الإفادة منها.
فلا تتعجل في دعوة من ذكرت حتى تدرس مذهبه، وتكون قادرا على إقناعه، وعلى رد شبهاته، أو أن توصله بمن يقدر على دعوته، ويكون لك الأجر العظيم في هذا.
واعلم أنه لا صداقة بين المسلم والكافر، فإن الله تعالى فقد قطع المودة بين أهل الإيمان والكفر، فقال: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ المائدة/51.
وقال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لا يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآياتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ آل عمران/118، والبطانة هم الأشخاص المقربون من الإنسان.
ثانيا:
المورمون طائفة نصرانية جديدة نسبياً، انشقت عن النصرانية، وتدعو إلى التمسك بالكتب اليهودية ، وكتاب المورمون وكتاب المبادئ والعهود وغيرها ، ويدعون إلى الإيمان بالمسيح الذي جاء – في نظرهم – لينقذ اليهود من الاضطهاد، والإيمان بأن المبادئ والمراسم الأربعة للإنجيل وهي: الإيمان بالرب يسوع المسيح كما يقولون، والتوبة ، والعماد بالتغطيس لغفران الخطايا، ووضع الأيدي لموهبة الروح القدس .
ويصل شركهم مداه عندما يقولون إنهم يعتقدون إن الله تعالى هو على شكل إنسان ، له لحم وعظام ، وبداخل جسده الملموس روح أزلية، كما أن البشر عندهم هم أبناء وبنات الله.
وقد جاء في “الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصرة” تعريف واف بهذه الطائفة، نقتبس منه ما يلي:
” بنود الإيمان لديهم:
الإيمان بالله، الأب الأزلي، وبابنه يسوع المسيح، وبالروح القدس.
الإيمان بأن البشر سيعاقبون من أجل خطاياهم، وليس بسبب تعدي آدم.
الإيمان بأن جميع البشر يستطيعون أن يخلصوا ، عن طريق كفارة المسيح ، وذلك بإطاعة شرائع الإنجيل ومراسيمه.
الإيمان بتجمع إسرائيل ، واستعادة القبائل العشر، وأن دولة صهيون (أورشليم الجديدة) ستؤسس على القارة الأمريكية ، وأن المسيح سيحلُّ شخصياً على الأرض، وأن الأرض ستتجدد وتتسلم مجدها الفردوسي.
الإيمان بأنه يجب عليهم الخضوع للملوك والرؤساء والحكام وأصحاب السلطة القضائية، كما يؤمنون بأنه يجب عليهم إطاعة القانون واحترامه وتعضيده.
الإيمان بأنه يجب عليهم أن يكونوا أمناء وصادقين ، وأطهاراً ومحسنين وأصحاب فضيلة ، وأن يعملوا الخير لكل البشر ، وهم يسعون وراء كل شيء ذي فضيلة ومحبوب ويستحق التقدير أو المدح.
خلاصة أفكارهم:
يعتقدون أن الله هو على شكل إنسان له لحم وعظام وبداخل جسده الملموس روح أزلية. كما يؤكدون على أن الإله متطور عن الإنسان، والناس يمكنهم أن يتطوروا إلى آلهة – تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً.
الإنسان – كروح – ولد من والدين سماويين، وقد بقي هذا الإنسان في منازل الأب الأبدية قبل المجيء إلى الأرض في جسد مادي، كما أن المسيح هو الروح الأولى، فهو بذلك الابن الأكبر.
يسوع المسيح هو الذي خلق الأرض وكل ما فيها، وخلق كذلك عوالم أخرى بتوجيه من أبيه السماوي. ثم خلق بعد ذلك الحيوانات.
المسيح عليه السلام: أمه مريم العذراء التي كانت مخطوبة لشخص اسمه يوسف، وقد حلّ عليها الروح القدس، وقوة العلي ظللتها، وولدها هو ابن الله ، وقد جاء الولد وارثاً لسلطة إلهية من أبيه، ووارثاً الفناء من أمه.
قام يوحنا المعمدان بتعميده وهو في الثلاثين من عمره، وقد صام أربعين يوماً ليحارب الشيطان، كما أنه قد ظهرت على يديه معجزات. إن المسيح قد ضُرِبَ، وعُذِّبَ، ومن ثم صُلِبَ، ليسجل انتصاره على الخطيئة، وقد استودع روحه بين يدي أبيه، وقد ظل جسده ثلاثة أيام في القبر، ثم عادت إليه روحه فقام متغلباً على الموت.
بعد قيامه بقليل ظهر في أمريكا، وأسس كنيسته، ثم صعد إلى السماء.
وقد دخلت الوثنية إلى العقيدة المسيحية ، كما حارب رجال الدين بعضهم بعضاً ، مما استوجب نزول المسيح مرة أخرى مع الله ، وهبوطهما على يوسف سميث ، بغية إعادتها إلى الأرض مرة أخرى كما كانت في الأصل.
الروح القدس : عضو في الهيئة الإلهية، وله جسد من الروح في شكل إنسان، وهو يوجد في مكان واحد فقط في نفس الوقت، إلا أن نفوذه يصل إلى كل مكان.
النبي رجل دعاه الله ليمثله على الأرض ، ويتكلم بالنيابة عنه ، والنبوة لديهم مستمرة لا تنقطع.
يقدسون يوم السبت لأن الله استراح فيه بعد انتهائه من خلق الكون ، ولقد كان قيام المسيح بعد صلبه في يوم الأحد الذي صار محل تقديس عوضاً عن يوم السبت.
يحرمون شرب النبيذ، والمسكرات الكحولية ، والتبغ والدخان بكل أنواعه، ويمتنعون عن شرب القهوة والشاي لما يحتويان عليه من عقاقير مضرة.
ويحذرون من تناول المرطبات ، وما فيها من مشروبات الصودا والمشروبات الفوارة والمياه الغازية، والكولا أشدها خطراً.
وينبهون إلى عدم الإسراف في أكل اللحم من دون تحريم، ويبيحون تناول الفواكه والخضر والبقول والغلال ، مركزين على القمح بخاصة لاعتقادهم بأنه نافع لجسم الإنسان ويؤدي إلى المحافظة على صحته وقوامه.
يبيحون تعدد الزوجات ، ويجيزون للرجل أن يتزوج ما يشاء من النساء ، لأن في ذلك إعادة لما شرعه الله في الأزمان الغابرة. ولا يسمحون بذلك إلا لذوي الأخلاق العالية على أن يثبتوا قدرة على إعالة أكثر من أسرة. وقد مارس يوسف سميث [نبيهم] هذا التعدد. كما استمرت هذه العادة حتى عام 1890م.
تخلَّوْا عن التعدد – ظاهرياً – في عهد نبيهم ولفورد ، نتيجة للضغط الشديد الذي قوبلوا به من الطوائف الأخرى ، وكذلك بغية تمكنهم من الانضمام إلى السلطات الاتحادية.
وعلى الرغم من التحريم الرسمي العلني إلا أنهم يمارسون التعدد سراً.
يحرمون الزنى تحريماً مطلقاً، والذي يخطئ يمكنه التوبة والرجوع عن جميع خطاياه.
يجب على كل فرد أن يدفع عُشر النقود التي يكسبها ، على أن يكون ذلك مصحوباً بالفرح والسرور.
يدفعون عطاء الصوم، ويدفعون اشتراكات مختلفة وعطايا لغير سبب، فكنيستهم بذلك من الكنائس الغنية الموسرة.
لليهود دور في نشوء هذه الطائفة ، تعزيزاً للانشقاق داخل الكنائس المسيحية بغية السيطرة عليها.
كتاب المورمون يشبه التلمود في كل شيء ، ويحاكيه وكأنه نسخة طبق الأصل عنه.
إن إسرائيل قد جندت كل إمكاناتها لخدمة هذه الطائفة ، عاملة على استمرارية العون والمساندة النصرانية لها” انتهى باختصار من “الموسوعة الميسرة” (2/636- 647)- وهو موجود على شبكة الإنترنت-.
وقد ظهر بهذا أن مذهبهم لا يقل كفرا عن مذهب أسلافهم، لكنهم أضافوا إليه جملة من الضلالات والافتراءات على الله وعلى نبيه عيسى صلى الله عليه وسلم.
نسأل الله أن يزيدك علما وهدى، وأن يوفقك للدعوة إليه والدلالة عليه.
وانظر للفائدة: جواب السؤال رقم : (14418) ، ورقم : (99976) .
والله أعلم.
هل انتفعت بهذه الإجابة؟
المصدر:
موقع الإسلام سؤال وجواب
موضوعات ذات صلة