0 / 0
35,32403/04/2019

حكم الأكل والشرب أثناء خطبة الجمعة لمن حضرها ولمن لم يحضرها .

السؤال: 299185

أنا بنت ، وأريد أن أعرف حكم الأكل و الشرب وقت صلاة الجمعة ؛ لأنه قد قيل لي : إنه لا يجوز هذا ، أو إنه سوف يسبب لي الأذى .

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولا :

لا حرج على من لم يحضر الجمعة ؛ كالمرأة والمسافر، وصاحب العذر، أن يأكل ويشرب وقت صلاة الجمعة ؛ لأن الأصل في ذلك الإباحة ولم يرد ما يمنع من ذلك ، ولا صحة للقول بأنه يسبب الأذى ، فلو كان ذلك محرما أو مكروها لنهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم .

ثانيا:

وأما عن حكم الأكل أو الشرب ، أثناء الخطبة، لمن حضر الجمعة، فقد اختلف العلماء في ذلك على أقوال :

فقال الحنفية بكراهة الأكل والشرب أثناء الخطبة ، إلا الكمال ابن الهمام فقال بالتحريم .

قال الشرنبلالي في “مراقي الفلاح” (ص: 214): (وكره لحاضر الخطبة الأكل والشرب) وقال الكمال : يحرم . انتهى.

وينظر: “فتح القدير” لابن الهمام (2/68).

وقال المالكية بتحريم الأكل والشرب :

قال عليش : ” فَيَحْرُمُ الْكَلَامُ حَالَهُمَا ، قَرَّرَهُ الْعَدَوِيُّ لِسَامِعِهِمَا ، بَلْ ( وَلَوْ لِغَيْرِ سَامِعٍ ) لِبُعْدٍ أَوْ صَمَمٍ ، إنْ كَانَ بِالْجَامِعِ أَوْ رَحْبَتِهِ ، لَا خَارِجَهُمَا وَلَوْ سَمِعَ .

وَمِثْلُ الْكَلَامِ : الْأَكْلُ وَالشُّرْبُ ، وَتَحْرِيكُ مَا لَهُ صَوْتٌ ، كَوَرَقٍ وَثَوْبٍ جَدِيدٍ وَسُبْحَةٍ ” انتهى من “منح الجليل” (1/ 447).

وفي “الموسوعة الفقهية الكويتية” (19/ 185): “وقال المالكية:… ويحرم تشميت العاطس ، ونهي لاغٍ ، والإشارة له ، والأكل والشرب ” انتهى .

وجاء في “البيان والتحصيل” (1/ 322): ” قال مالك : لا أحب لأحد أن يشرب الماء يوم الجمعة والإمام يخطب ، ولا يسقي الماء ، يدور به على الناس والإمام يخطب.
قال محمد بن رشد : وهذا كما قال ؛ لأنه لما كان حال الخطبة حال الصلاة في الإنصات وجب أن يكون حالها حال الصلاة في الأكل والشرب ” انتهى.

وقال الشافعية والحنابلة بالكراهة ، إلا أنهم أجازوا الشرب في حال العطش الشديد :

قال النووي في “المجموع” (4/ 529) : ” قال أصحابنا : يكره لهم شرب الماء للتلذذ ، ولا بأس بشربه للعطش للقوم ، والخطيب .  هذا مذهبنا . قال ابن المنذر : رخص في الشرب طاوس ومجاهد والشافعي ، ونهى عنه مالك والأوزاعي وأحمد ، وقال الأوزاعي : تبطل الجمعة إذا شرب والإمام يخطب . واختار ابن المنذر : الجواز ، قال : ولا أعلم حجة لمن منعه . قال العبدري قول الأوزاعي مخالف للإجماع ” انتهى.

وفي “حاشيتي قليوبي وعميرة” (1/ 327) : ” وَيُكْرَهُ …. الْأَكْلُ وَالشُّرْبُ بِلَا عَطَشٍ” انتهى.

وفي “الموسوعة الفقهية الكويتية” (19/ 185) : ” وقال الشافعية : يكره في الخطبة أشياء : منها … : شرب الماء للمصلين أثناء الخطبة ، للتلذذ ، ولا بأس بشربه للعطش ” انتهى.

وقال ابن مفلح في “الفروع” (3/ 188) : ” وَيُكْرَهُ الْعَبَثُ “و” وَكَذَا شُرْبُ مَاءٍ إنْ سَمِعَهَا، وَإِلَّا ، فَلَا . نَصَّ عَلَيْهِ . وَاخْتَارَ صَاحِبُ الْمُحَرَّرِ : مَا لَمْ يَشْتَدَّ عَطَشُهُ . وَجَزْم أَبُو الْمَعَالِي بِأَنَّهُ، إذَنْ: أَوْلَى. وَفِي النَّصِيحَةِ: إنْ عطش ، فشرب : فلا بأس ” انتهى.

وقال البهوتي في “كشاف القناع” (3/389) ط الوزارة ـ : ” ( وكذا الشرب ) يكره حال الخطبة ، إذا كان يسمع ؛ لأنه فعل يشتغل به ، أشبه مس الحصى – ( ما لم يشتد عطشه ) ، فلا يكره شربه – ؛ لأنه يذهب الخشوع ، وجزم أبو المعالي بأنه إذن أولى ” انتهى.

والذي يظهر، والله أعلم : المنع من الأكل والشرب أثناء خطبة الجمعة ، لما فيهما من الانشغال عن الاستماع للإمام ، وربما أدى ذلك أيضا : إلى تخطي الرقاب ، والتشويش على المصلين، إذا كان سيقوم من مكانه .

وإذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم حرم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وقت الخطبة ؛ فالأكل والشرب أولى .

إلا أنه يُرخص في حالة العطش الشديد ، الذي يشغله عن استماع الخطبة أن يشرب .

قال ابن قدامة رحمه الله في الكافي “وإذا لم يسمع الخطبة : فلا بأس أن يشرب الماء ” .

علق عليه الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله قائلا :

“وإن كان يسمع ؟ ظاهر كلام المؤلف أنه لا يشرب .

لكن يقال : إن احتاج ، وعطش عطشا يشغله عن استماع الخطبة : فلا بأس أن يقوم ويشرب”. انتهى من تعليقات الشيخ ابن عثيمين على “الكافي” (2/237) الشاملة.

والله أعلم.  

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android