0 / 0

نذر إن تم له عمل معين أن يتصدق للأعمال الخيرية ، فهل يدفع المال لبناء مسجد ؟

السؤال: 299345

لقد نذرت نذرا إذا تمّ عمل معيّن لي ، سوف أتصدّق بمبلغ للأعمال الخيرية ، لم أكن أعلم في ذلك الوقت أنّ النذر مكروه ، الآن بما إنني قد نذرت ذلك النذر ، ينبغي عليّ أن أفي به ، سؤالي هو : هل بإمكاني دفع هذا المال لبناء مسجد ؟ ؛لأنني أفهم أنه ليست كل أصناف المال بالإمكان إنفاقها لجميع الأسباب ، مثل الزكاة التي لا يمكن إعطاؤها لبناء المساجد …الخ .

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولا:

النذر مكروه ابتداءً ؛ لما روى البخاري (6608) ، ومسلم (1639) عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن النذر ، وقال : ( إِنَّهُ لَا يَرُدُّ شَيْئًا ، وَإِنَّمَا يُسْتَخْرَجُ بِهِ مِنْ الْبَخِيلِ ) .

قال ابن قدامة رحمه الله : ” ولا يستحب – أي : النذر – ؛ لأن ابن عمر رضي الله عنهما روى عن النبي صلى الله عليه وسلم : أنه نهى عن النذر ، وأنه قال : ( لا يأتي بخير , وإنما يستخرج به من البخيل ) متفق عليه . 

وهذا نهي كراهة ، لا نهي تحريم ؛ لأنه لو كان حرامًا ، لما مدح الله الموفين به ؛ لأن ذنبهم في ارتكاب المحرم ، أشد من طاعتهم في وفائه ; ولأن النذر لو كان مستحبا , لفعله النبي صلى الله عليه وسلم وأفاضل أصحابه ” انتهى من ” المغني ” (10/68) .

ويجب الوفاء بنذر الطاعة المعلق ، إذا حصل الشيء الذي عُلق عليه النذر ؛ لقوله صلى الله عليه وسلم :  ( مَنْ نَذَرَ أَنْ يُطِيعَ اللَّهَ فَلْيُطِعْهُ ، وَمَنْ نَذَرَ أَنْ يَعْصِيَهُ فَلَا يَعْصِهِ ) أخرجه البخاري (6696).

قال الكاساني رحمه الله : ” وإن كان معلقاً – أي : النذر – بشرط ، نحو أن يقول : إن شفى الله مريضي ، أو إن قدم فلان الغائب : فلله عليّ أن أصوم شهراً ، أو أصلي ركعتين ، أو أتصدق بدرهم ، ونحو ذلك : فوقته وقت الشرط ؛ فما لم يوجد الشرط ، لا يجب ؛ بالإجماع ” انتهى من ” بدائع الصنائع ” (5/94) .

ثانيًا:

النذر يُرجع فيه إلى نية الناذر إذا احتملها اللفظ  .

قال القرافي : ” والمعتبر في النذور : النية “. انتهى من “الذخيرة” (3 / 75) .

وعليه : فإن كانت نيتك ، حال التلفظ بالنذر : جهة ، أو جهات معينة من الأعمال الخيرية ؛ فلا يجوز أن تخرج المنذور في غير الجهات التي نويتها .

أما إذا كنت أطلقت اللفظ في الجهات الخيرية، ولم تخصص جهة معينة بنيتك : فبناء المساجد يدخل ، ولا شك ، في عموم الأعمال الخيرية ، بل هو من أفضلها وأجلها .

كما يدخل في الأعمال الخيرية كل عمل صالح يخدم الإسلام والمسلمين ؛ ككفالة الأيتام ، والسعي على الأرامل ، وإصلاح ذات البين ، وقضاء دين المعسر ، وإطعام الجائع ، وحفر الآبار ، وبناء دور العلم ، وغير ذلك من أعمال البر . 

ولا يقاس النذر على الزكاة ؛ لأن الزكاة لا يجوز صرفها إلا في الأصناف الثمانية المذكورة في كتاب الله ، في قوله تعالى :  ( إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ) التوبة/60 . 

أما النذر فبحسب لفظ الناذر ونيته، كما سبق بيانه.

والله أعلم

 

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android