هل يجوز عدم مساعدة المنافسيين؟ حيث قمت بقراءة بحث علمي، وأخذ مني فترة طويلة لكي أفهمه، والأستاذ الجامعي يريد أن يرى من أفضل فريق، فريقي أم الفريق الآخر، مع العلم إن الفريق الآخر لم يبذلوا أي مجهود، ويريدون أن أساعدهم في فهم هذا الموضوع؛ لكي يستطيعوا أن يشرحوه للأستاذ، وأنا لا أريد أن أشرحه لهم؛ لأنني لا أريد أن أحصل على علامة أقل منهم، أنا تعبت، وأوضعت وقتاً كثيراً لكي أفهم الموضوع، وأرى أنه من الظلم إن أحصل على علامة أقل منهم.
هل يلزمه إعانة صديقه في مسابقة يتنافسون فيها؟
السؤال: 299570
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
لا حرج في التنافس في المباحات، كالتنافس في فهم أو ضبط أو تلخيص مادة علمية، أو التنافس على من يكون الأول على مجموعته ونحو ذلك، إذا خلا من الحسد والتكبر وحب العلو في الأرض، والفخر والبغي على الآخرين.
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في “الفتح” (1/ 167) : ” التنافس : إِنْ كَانَ فِي الطَّاعَةِ فَهُوَ مَحْمُود، وَمِنْه (فَلْيَتَنَافَس الْمُتَنَافسُونَ)، وَإِنْ كَانَ فِي الْمَعْصِيَةِ فَهُوَ مَذْمُومٌ ، وَمِنْهُ (وَلَا تَنَافَسُوا)، وَإِنْ كَانَ فِي الْجَائِزَاتِ : فَهُوَ مُبَاحٌ ” انتهى.
وقد روى مسلم (2563) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ: ( إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ ، فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الْحَدِيثِ ، وَلَا تَحَسَّسُوا، وَلَا تَجَسَّسُوا، وَلَا تَنَافَسُوا، وَلَا تَحَاسَدُوا، وَلَا تَبَاغَضُوا، وَلَا تَدَابَرُوا، وَكُونُوا عِبَادَ اللهِ إِخْوَانًا).
قال ابن عبد البر رحمه الله :”قوله : ( ولا تَنَافَسُوا ) الْمُرَادُ بِهِ التَّنَافُسُ فِي الدُّنْيَا، وَمَعْنَاهُ طَلَبُ الظُّهُورِ فِيهَا عَلَى أَصْحَابِهَا ، وَالتَّكَبُّرُ عَلَيْهِمْ ، وَمُنَافَسَتُهُمْ فِي رِيَاسَتِهِمْ ، وَالْبَغْيُ عَلَيْهِمْ ، وَحَسَدُهُمْ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْهَا .
وَأَمَّا التَّنَافُسُ وَالْحَسَدُ عَلَى الْخَيْرِ وَطُرُقِ الْبِرِّ : فَلَيْسَ مِنْ هَذَا فِي شَيْءٍ ” انتهى من “التمهيد” (18/ 22).
وما دام التنافس جائزا، فلا يلزمك أن تعين منافسك في مجال المنافسة، وإلا لما كان للمنافسة معنى.
والله أعلم.
هل انتفعت بهذه الإجابة؟
المصدر:
موقع الإسلام سؤال وجواب