تنزيل
0 / 0

هل يخبر الطبيب والراقي والمعبر بأحلامه السيئة؟

السؤال: 317291

في إجابتك على السؤال رقم : (235519)، قلت : إنه جائز، وحتى إلزامي الكشف عن الذنوب للمتخصصين سرّا بهدف معالجة هذه الخطايا ومحاولة التوقف عن الذنب. سؤالي هو: هل بالإمكان نقل هذا المبدأ إلى الأحلام السيئة، إنني أدرك أن المبدأ العام لا يتمثل في الكشف عن الأحلام السيئة، كما هو المبدأ العام بعدم الكشف عن الذنوب، لكن أود أن أعرف ما إذا كان يمكن الكشف عنها لأحد المتخصصين من أجل تسهيل علاجهم من حيث الصحة العقلية ؟

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولا:

الأصل في باب الذنوب هو ستر الإنسان نفسه، وقد يجوز لمصلحة راجحة الإخبار بذلك، كما بينا في السؤال المشار إليه، وليس فيه أن ذلك لازم، بل هو جائز سائغ للمصلحة الراجحة.

ثانيا:

الأحلام السيئة لا ينبغي أن يخبر بتفاصيلها لأنها من تلاعب الشيطان بالإنسان أو من حديث النفس، فليست من الرؤى التي يطلب تفسيرها.

فعن أبي قتادة قال سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:  الرُّؤْيَا الحَسَنَةُ مِنَ اللَّهِ، فَإِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ مَا يُحِبُّ فَلاَ يُحَدِّثْ بِهِ إِلَّا مَنْ يُحِبُّ، وَإِذَا رَأَى مَا يَكْرَهُ ، فَلْيَتَعَوَّذْ بِاللَّهِ مِنْ شَرِّهَا، وَمِنْ شَرِّ الشَّيْطَانِ، وَلْيَتْفِلْ ثَلاَثًا، وَلاَ يُحَدِّثْ بِهَا أَحَدًا، فَإِنَّهَا لَنْ تَضُرَّهُ  رواه البخاري (7044)، ومسلم (6040) .

وروى مسلم (2268) عَنْ جَابِرٍ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :” أَنَّهُ قَالَ لِأَعْرَابِيٍّ جَاءَهُ ، فَقَالَ : إِنِّي حَلَمْتُ أَنَّ رَأْسِي قُطِعَ ، فَأَنَا أَتَّبِعُهُ ؟! فَزَجَرَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَقَالَ:  لَا تُخْبِرْ بِتَلَعُّبِ الشَّيْطَانِ بِكَ فِي الْمَنَامِ  “.

وروى أحمد (9129) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:  الرُّؤْيَا ثَلَاثَةٌ : فَبُشْرَى مِنْ اللَّهِ ، وَحَدِيثُ النَّفْسِ ، وَتَخْوِيفٌ مِنْ الشَّيْطَانِ .فَإِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ رُؤْيَا تُعْجِبُهُ : فَلْيَقُصَّهَا إِنْ شَاءَ . وَإِذَا رَأَى شَيْئًا يَكْرَهُهُ : فَلَا يَقُصَّهُ عَلَى أَحَدٍ ، وَلْيَقُمْ فَلْيُصَلِّ  قال شعيب الأرنؤوط: “صحيح وهذا إسناد قوي”.

لكن من ابتلي بالكوابيس والأحلام المزعجة، فله أن يخبر بذلك على سبيل الإجمال، سواء أخبر الطبيب أو الراقي، لأنه قد يستدل بذلك على مرض نفسي، أو إصابة بسحر أو مس، وأما المعبر فلا شأن له بهذه، لأنها ليست رؤى حتى تعبر.

وينظر في علاج الكوابيس: جواب السؤال رقم : (9577) .

والله أعلم.


 

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android