إذا بدأت بالصلاة بانتظام ، الإشراق ، الضحى ، الوتر والتهجّد جنبًا إلى جنب مع الصلوات المفروضة ، فستكون فرص الموت في السجود عالية جدًا؟ وإذا كنت أقوم بأداء الصلوات المفروضة بانتظام دون تأخير بعد الآن ، لكنني لا أزال أقوم ببعض الخطايا والمحرّمات ، فهل يمكنني قول الشهادة وقت موتي إذا فعلت ذلك؟
يريد حسن الخاتمة وأن يموت ساجدا لكنه يقوم ببعض المحرمات
السؤال: 319566
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
من حافظ على الصلوات الخمس في جماعة، وواظب على السنن الرواتب، مع الضحى، وشيء من قيام الليل، رُجي له حسن الخاتمة، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.
وأما الخطايا والمحرمات، فإن المؤمن قد يقع في الذنب، لكنه يبادر للتوبة ولا يصر عليه، بخلاف المنافق والفاجر فإنه لا يبالي.
قال تعالى: إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ الأعراف/202
قال الطبري رحمه الله: ” يقول تعالى ذكره: (إن الذين اتقوا)، اللهَ من خلقه، فخافوا عقابه، بأداء فرائضه، واجتناب معاصيه (إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا) يقول: إذا ألمَّ بهم لَمَمٌ من الشيطان، من غضب أو غيره، مما يصدّ عن واجب حق الله عليهم، تذكروا عقاب الله وثوابه، ووعده ووعيده، وأبصروا الحق فعملوا به، وانتهوا إلى طاعة الله فيما فرض عليهم، وتركوا فيه طاعة الشيطان” انتهى من تفسير الطبري (13/ 333).
وروى البخاري (7507) ومسلم (2758) عن أَبي هُرَيْرَةَ قَالَ : سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
إِنَّ عَبْدًا أَصَابَ ذَنْبًا ، فَقَالَ : رَبِّ أَذْنَبْتُ ، فَاغْفِرْ لِي .
فَقَالَ رَبُّهُ : أَعَلِمَ عَبْدِي أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ، وَيَأْخُذُ بِهِ؟ غَفَرْتُ لِعَبْدِي.
ثُمَّ مَكَثَ مَا شَاءَ اللَّهُ ، ثُمَّ أَصَابَ ذَنْبًا ، أَوْ أَذْنَبَ ذَنْبًا ، فَقَالَ : رَبِّ أَذْنَبْتُ ، أَوْ أَصَبْتُ ، آخَرَ، فَاغْفِرْهُ.
فَقَالَ: أَعَلِمَ عَبْدِي، أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ، وَيَأْخُذُ بِهِ؟ غَفَرْتُ لِعَبْدِي.
ثُمَّ مَكَثَ مَا شَاءَ اللَّهُ، ثُمَّ أَذْنَبَ ذَنْبًا، وَرُبَّمَا قَالَ: أَصَابَ ذَنْبًا، قَالَ: قَالَ: رَبِّ؛ أَصَبْتُ، أَوْ قَالَ: أَذْنَبْتُ آخَرَ، فَاغْفِرْهُ لِي.
فَقَالَ: أَعَلِمَ عَبْدِي أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ، وَيَأْخُذُ بِهِ؟ غَفَرْتُ لِعَبْدِي – ثَلَاثًا – فَلْيَعْمَلْ مَا شَاءَ
.
وروى مسلم (2749) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، لَوْ لَمْ تُذْنِبُوا ، لَذَهَبَ اللَّهُ بِكُمْ ، وَلَجَاءَ بِقَوْمٍ يُذْنِبُونَ ، فَيَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ ، فَيَغْفِرُ لَهُمْ .
فاجتهد في الطاعات، وتب إلى الله من المعاصي والسيئات، وأحسن الظن بالله تعالى أن يرزقك حسن الخاتمة، وأن يختم لك بلا إله إلا الله.
وليس من شرط حسن الخاتمة أن يتوفاك الله ساجدا، فكم من الصحابة ، والأولياء ، والصالحين: ممن لم يختم له بذلك، وإن كان قد ختم الله له بالحسنى.
لكن فضل الله واسع، وتلك خاتمة حسنة عظيمة بلا ريب، وربك لا يتعاظمه شيء ، سبحانه ؛ فادع الله بأن يتوفاك على أحسن الخواتيم، واعمل لذلك يا عبد الله من الآن، بتصحيح توبتك، والاجتهاد في طاعة ربك ، والمبادرة إلى التوبة النصوح متى ألممت بذنب؛ فإن البدايات، عنوان الخواتيم، كما يقولون.
وانظر في علامات حسن الخاتمة: جواب السؤال رقم (10903).
والله أعلم.
هل انتفعت بهذه الإجابة؟
المصدر:
موقع الإسلام سؤال وجواب
موضوعات ذات صلة