0 / 0

هل صح أن النبي صلى الله عليه وسلم كان ينادي عائشة أحيانًا بــ : حميراء ؟

السؤال: 323329

لقد سمعت وقرأت أن النبي كان يسمّي عائشة بالحميراء، هل هذا صحيح ؟ ما هو الدليل ؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

جاء في عدة أحاديث أن النبي صلى الله عليه وسلم كان ينادي عائشة -رضي الله عنها- أحيانًا بــــ ( حميراء ) .

وقد صح من هذه الأحاديث :

ما أخرجه النسائي في “السنن الكبرى” (8/ 181)، والطحاوي في “شرح مشكل الآثار” (1/ 268) عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ عَائِشَةَ ، زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ : ” دَخَلَ الْحَبَشَةُ الْمَسْجِدَ يَلْعَبُونَ فَقَالَ لِي :  يَا حُمَيْرَاءُ؛ أَتُحِبِّينَ أَنْ تَنْظُرِي إِلَيْهِمْ ؟  فَقُلْتُ : ” نَعَمْ ، فَقَامَ بِالْبَابِ وَجِئْتُهُ فَوَضَعْتُ ذَقَنِي عَلَى عَاتِقَهُ فَأَسْنَدْتُ وَجْهِي إِلَى خَدِّهِ ” قَالَتْ : ” وَمِنْ قَوْلِهِمْ يَوْمَئِذٍ أَبَا الْقَاسِمِ طَيِّبًا ” فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : حَسْبُكِ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ لَا تَعْجَلْ ، فَقَامَ لِي ثُمَّ قَالَ :  حَسْبُكِ   فَقُلْتُ: ” لَا تَعْجَلْ يَا رَسُولَ اللهِ ” قَالَتْ : ” وَمَا لِي حُبُّ النَّظَرِ إِلَيْهِمْ ، وَلَكِنِّي أَحْبَبْتُ أَنْ يَبْلُغَ النِّسَاءَ مَقَامُهُ لِي وَمَكَانِي مِنْهُ “.

وصححه ابن القطان في “أحكام النظر” (360)، والألباني في “السلسلة الصحيحة” (7/ 818)، وشعيب الأرناؤوط في “تخريج شرح مشكل الآثار” (292).

وأما باقي الروايات فهي بين الضعيف والموضوع ، وأشهرها :

ما أخرجه ابن ماجه في “سننه” (2474) عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ ، عَنْ عَائِشَةَ ، أَنَّهَا قَالَتْ : ” يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا الشَّيْءُ الَّذِي لَا يَحِلُّ مَنْعُهُ ؟ قَالَ:  الْمَاءُ ، وَالْمِلْحُ ، وَالنَّارُ   ، قَالَتْ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ هَذَا الْمَاءُ قَدْ عَرَفْنَاهُ ، فَمَا بَالُ الْمِلْحِ وَالنَّارِ ؟ قَالَ :   يَا حُمَيْرَاءُ مَنْ أَعْطَى نَارًا ، فَكَأَنَّمَا تَصَدَّقَ بِجَمِيعِ مَا أَنْضَجَتْ تِلْكَ النَّارُ ، وَمَنْ أَعْطَى مِلْحًا ، فَكَأَنَّمَا تَصَدَّقَ بِجَمِيعِ مَا طَيَّبَ ذَلِكَ الْمِلْحُ ، وَمَنْ سَقَى مُسْلِمًا شَرْبَةً مِنْ مَاءٍ ، حَيْثُ يُوجَدُ الْمَاءُ ، فَكَأَنَّمَا أَعْتَقَ رَقَبَةً ، وَمَنْ سَقَى مُسْلِمًا شَرْبَةً مِنْ مَاءٍ ، حَيْثُ لَا يُوجَدُ الْمَاءُ ، فَكَأَنَّمَا أَحْيَاهَا  .

وهو حديث ضعيف جدًا ؛ لتدليس علي بن غراب ، وجهالة زهير بن مرزوق ، وضعف علي بن زيد بن جدعان .

قال المزي : ” زهير بن مرزوق ؛ قال ابن معين : لا أعرفه ، وقال البخاري : منكر الحديث مجهول ” انتهى من “تهذيب الكمال” (6/ 346).

وقال ابن سعد في “الطبقات الكبرى” (7/ 252) : ” عَلِيُّ بْنُ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ… كَانَ كَثِيرَ الْحَدِيثِ ، وَفِيهِ ضَعْفٌ ، وَلَا يُحْتَجُّ بِهِ ” انتهى.

وضعف الحديث الألباني في “السلسلة الضعيفة” (120).

قال الحافظ الناجي رحمه الله:

“وقوله في الحديث: “يا حميراء” كل حديث فيه هذا اللفظ … فهو ضعيف؛ إلا حديثها في نظرها إلى الحبشة ولعبهم، وفيه أنه قال لها: “يا حميراء” فهو صحيح رواه النسائي في سننه الكبرى.” انتهى، من “عجالة الإملاء” (2/783-786).

وينظر للفائدة أيضا: “مختصر تلخيص الذهبي” لابن الملقن (1/1346) حاشية المحقق.

والحميراء تصغير حمراء ، ومعناه البيضاء ؛ لأن عائشة رضي الله عنها كانت بيضاء ، والعرب تسمي الأبيض : أحمر، كراهة في اسم البياض؛ لأنَّه يشبه البرص .

وينظر : “النهاية” لا بن الأثير (1/ 438)، و”المفهم” للقرطبي (6/ 318).

هذا مع التنبيه إلى أن بعض أهل العلم بالحديث : قد ذهب إلى ضعف هذه اللفظة ( يا حميراء ) حيثما وردت في الحديث كله ، ولم يثبتوا شيئا من الروايات التي وردت بها.

والله أعلم.

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android