تنزيل
0 / 0

حكم قول : ( أنا مُمْتَنٌّ لفلان ) ، والتعليق على دورات الامتنان

السؤال: 330031

ما حكم قول أنا ممتن للشيء الفلاني؟

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولا: 

لا حرج في قول المرء : " أنا ممتن لفلان " ؛ لأن معناها : " أنا شاكر له " .

ففي "معجم اللغة العربية المعاصرة" (3/ 2129) : 

" ممتن " من : امتنَّ ، يمتن ، امتنانًا ، فهو مُمْتَنّ ، والمفعول مُمتنّ عليه .

وامتنَّ له : شكره " أنا ممتنٌّ لك – لك منِّي كلّ العرفان والامتنان : لك منِّي العرفان والشكر " .

فالامتنان لشيء : الاعتراف بالجميل ، يقال : " بكلّ امتنان أقدِّم لك جزيل شكري – عبّر عن امتنانه لصديقه : شكره .

وامتنَّ عليه بمال : أنعم عليه به من غير تعب ، جاد به عليه " امتنَّ عليه بجائزة كبيرة ".

امتنَّ عليه بما قدَّم له : آذاه بمنّه ، وذكّره بنعمته عليه وأخذ يعدّدها له حتَّى كدَّرها وأفسدها " امتنّ عليه بالخدمات التي أسداها إليه – امتنّ عليه بالمساعدات العلميّة التي قدّمها له " انتهى بتصرف يسير.

ثانيًا:

انتشر في الآونة الأخيرة كلام كثير في المواقع الإلكترونية وفي البرامج غيرها ؛ عن أهمية الامتنان ، وأن الامتنان طريق إلى الحياة السعيدة ، وأن الإنسان من الممكن أن يحصل به على الطاقة الإيجابية  والحيوية والنجاح وغير ذلك .

واهتمت بعض المواقع والبرامج بهذا الأمر اهتمامًا كبيرا ؛ حتى إنهم أعدوا برامج ودورات للامتنان وكيفية ممارسته ، وجعلوا له تمارين خاصة ، ومن ذلك :

أن تكتب في ورقة 10 أشياء أنت ممتن لها حقًا !!…. وأشياء أخرى كثيرة .

وهذا كله لا أصل له ، وتناول الموضوع بهذه الطريقة فيه من المبالغة ما فيه ، فضلاً عما فيه من الخداع والوهم ، ويُخشى أن يكون مدخلاً للدجل والشعوذة وأكل أموال الناس بالباطل.

وشُكْر المرء لمن صنع له معروفًا قد يكون بهدية أو مكافأة أو مساعدة في عمل أو دعاء .

وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم أن من قال لمن صنع له معروفًا " جزاكم الله خيرا " فقد أبلغ في الثناء ، كما جاء عن أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :  مَنْ صُنِعَ إِلَيْهِ مَعْرُوفٌ فَقَالَ لِفَاعِلِهِ : جَزَاكَ اللَّهُ خَيْرًا ، فَقَدْ أَبْلَغَ فِي الثَّنَاءِ  أخرجه الترمذي (2035) وقال: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ جَيِّدٌ غَرِيبٌ. وصححه الألباني .

قال القاري في "مرقاة المفاتيح" (5/ 2012) : " ( فقد أبلغ في الثناء ) أي : بالغ في أداء شكره " انتهى.

والحاصل : أن شكر الناس لا يكون بالتخيل ؛ وإنما يكون بالفعل والقول . 

وقد بينا كيفية شكر العبد لله تعالى في جواب السؤال رقم : (125984).

والله أعلم.

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعتم بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android