تنزيل
0 / 0

حديث : ( إنك ما كنت ساكتًا فأنت سالم ) ضعيف .

السؤال: 333555

ما صحة حديث : ( إنك ما تزال غانماً ما سكت ، فإذا تكلمت كتب لك أو عليك ) ؟

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولًا: 

الحديث المذكور ، أخرجه الطيالسي” في “مسنده” (1/ 457) والبيهقي في “شعب الإيمان” (7/ 35) عَنْ مَكْحُولٍ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ لِمُعَاذٍ :  إِنَّكَ مَا كُنْتَ سَاكِتًا فَأَنْتَ سَالِمٌ ، فَإِذَا تَكَلَّمْتَ فَلَكَ أَوْ عَلَيْكَ  .

وهو حديث ضعيف ؛ لعلتين :

الأولى : أنه مرسل ؛  لأنه من رواية مكحول الشامي ، وهو تابعي ، لم يدرك النبي صلى الله عليه وسلم .

والثانية : أنه من رواية محمد بن راشد الخزاعى ، وهو مختلف في توثيقه ؛ فوثقه أحمد وابن معين وغيرهما، وضعفه ابن حبان والدارقطني وآخرون . ورتبته عند الحافظ ابن حجر : صدوق يهم ، ورمي بالقدر . ولم يتابع على هذا الحديث . وينظر : “تهذيب الكمال” (25 /190)، و”تقريب التهذيب” (5875).

وقد ضعف الحديث العلامة الألباني في ” السلسلة الضعيفة” (7125)، و”ضعيف الجامع” (2034).

ثانيا:

ثبت فضل الصمت ، والإمساك عن باطل القول، وفاحش الكلام في عدة أحاديث أخرى ، منها :

1- ما جاء عَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّ الإِسْلاَمِ أَفْضَلُ ؟ قَالَ :  مَنْ سَلِمَ المُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ، وَيَدِهِ  رواه البخاري (11)، ومسلم (42).

2- ما جاء عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ رضي الله عنه ، قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا النَّجَاةُ ؟ قَالَ :  امْلِكْ عَلَيْكَ لِسَانَكَ ، وَلْيَسَعْكَ بَيْتُكَ ، وَابْكِ عَلَى خَطِيئَتِكَ   رواه الترمذي (2406)، وقال: ” هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ ” ، وصححه الألباني في “صحيح الترمذي”.

3-  قوله صلى الله عليه وسلم لمعاذ رضي الله عنه : ”  أَلَا أُخْبِرُكَ بِمَلَاكِ ذَلِكَ كُلِّهِ   ؟  قُلْتُ : بَلَى يَا نَبِيَّ اللَّهِ ، فَأَخَذَ بِلِسَانِهِ قَالَ :  كُفَّ عَلَيْكَ هَذَا   ، فَقُلْتُ : يَا نَبِيَّ اللَّهِ ، وَإِنَّا لَمُؤَاخَذُونَ بِمَا نَتَكَلَّمُ بِهِ ؟ فَقَالَ :  ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يَا مُعَاذُ ، وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ أَوْ عَلَى مَنَاخِرِهِمْ إِلَّا حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ ” رواه الترمذي (2616) وقال : ” هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ “.

4- ما جاء عن عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَنْ صَمَتَ نَجَا ) رواه الترمذي (2501) وقال : ” هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ لَا نَعْرِفُهُ إِلَّا مِنْ حَدِيثِ ابْنِ لَهِيعَةَ “. ورواه أحمد (6481)، وصححه الألباني . وقال شعيب الأرناؤوط : حديث حسن، ابنُ لهيعة- وإن كان سيء الحفظ- رواه عنه ابنُ المبارك في “الزهد” (385) ، وابنُ وهب في “الجامع” 1/49، وسماعهما منه صحيح.

ومعنى ذلك : أن الصمت سبب للنجاة ، فمن صمت نجا من آفات اللسان ، وآفات اللسان غير محصورة ، فكان سبيل النجاة والفلاح للعبد الناصح لنفسه أن يتأمل كلامه قبل أن يقوله ، فإن كان فيه خير ، تكلم به ؛ وإلا ففي الصمت منجاة من الإثم ، ومن مغبات جرائر اللسان ؛ وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم :  مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ  رواه البخاري (6019)، ومسلم (48).

قال ابن عبد البر رحمه الله : ” الْكَلَام بِالْخَيْرِ ، مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَتِلَاوَةِ الْقُرْآنِ وَأَعْمَالِ الْبِرِّ : أَفْضَلُ مِنَ الصَّمْتِ ، وَكَذَلِكَ الْقَوْلُ بِالْحَقِّ كُلُّهُ وَالْإِصْلَاحُ بَيْنَ النَّاسِ وَمَا كَانَ مِثْلَهُ .

وَإِنَّمَا الصَّمْتُ الْمَحْمُودُ : الصَّمْتُ عَنِ الْبَاطِلِ ” انتهى من “التمهيد” (22/ 20) .

وينظر لمزيد من الكلام عن فضل الصمت جواب السؤال رقم : (236399).

والله أعلم.

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعتم بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android