تنزيل
0 / 0

ما حكم قول: لا عذر لي عندالله يوم القيامة؟

السؤال: 349426

كانت لي حاجة، وكنت في بلاء، إلا أني فشلت فيه، وقلت : لو أنك يا ربي حققت لي كذا لا عذر لي يوم القيامة، وقد تحقق ما أردت، والآن أنا نادم على ما قلته، ومشفق من عذابه سبحانه، فكل عباده يطمعون في رحمته وعذره سبحانه، وأنا لشقائي قلت : إن حققت لي كذا لا عذر لي عندك يوم القيامة، فهل لي توبة؟ وإن كان لي توبة، فماهي الكفارة؟ وكيف طرقها؟

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

قولك: "لا عذر لي عندك يوم القيامة" يحتمل أمرين:

الأول: أي لا حجة لي بجهل أو تقليد ونحوه، وهذا لا شيء فيه، وهو إخبار عن الواقع فإن من بلغته الحجة الرسالية، فلا حجة له، كما قال تعالى:  رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا  النساء/165.

وقال:  وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا  الإسراء/15.

الثاني: أنك تريد أنه لا عذر لك في معصية رب العالمين، والتفريط في جنبه، وأنك لا تستحق من الله عفوا، ولا مسامحة !!

وهذا هو الذي يظهر من مرادك، عفا الله عنك.

ولا شك هذا خطأ عظيم منك، فإنه لا غنى لك عن رحمة الله وعفوه، وقد روى مسلم (5673) عن أبي هُرَيْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:  لَنْ يُدْخِلَ أَحَدًا عَمَلُهُ الجَنَّةَ  قَالُوا: وَلاَ أَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ:   لاَ، وَلاَ أَنَا، إِلَّا أَنْ يَتَغَمَّدَنِي اللَّهُ بِفَضْلٍ وَرَحْمَةٍ، فَسَدِّدُوا وَقَارِبُوا، وَلاَ يَتَمَنَّيَنَّ أَحَدُكُمُ المَوْتَ: إِمَّا مُحْسِنًا فَلَعَلَّهُ أَنْ يَزْدَادَ خَيْرًا، وَإِمَّا مُسِيئًا فَلَعَلَّهُ أَنْ يَسْتَعْتِبَ  .

وكيفما كانت نيتك، فإن هذا لا يعتبر نذرا، ولا يلزمك فيه شيء، واستغفر الله وسله عفوه ورحمته، واستكثر من الحسنات، ولا تكن البخيل الذي لا يستخرج منه إلا بنذر، أو عهد أو يمين، بل اجتهد غايتك، أن يرى الله منك كل خير، وبذل، ومسارعة لطاعته، وطلب لعفوه ومسامحته، وادعه أن يعينك على شكر نعمه، واجهد أن تكون من الشاكرين، واعمل لذلك الشكر أعمالا. قال الله تعالى:  وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الْآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ   آل عمران/145.

وقال تعالى:  بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ   الزمر/66.

واحذر أن تكون ممن يعامل الله جل جلاله على طلب حاجته، فإذا قضيت له أعرض عن ربه ، ونسي شكر نعمه . وقد قال الله تعالى في أمثال هؤلاء :

  هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِهَا جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءَهُمُ الْمَوْجُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنْجَيْتَنَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ (22) فَلَمَّا أَنْجَاهُمْ إِذَا هُمْ يَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُكُمْ فَنُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (23) إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالْأَنْعَامُ حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلًا أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (24) وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلَامِ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ  يونس/22-25

والله أعلم.

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android
at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android