أكرمني الله تعالى ومنَّ عليَّ بأن تُبت إليه ـ وهو التواب الرحيم ـ عن معاصي كثر، وكنت في شك ووسوسة لا يعلم حجمها إلا الله تعالى بأن الله لن يقبل توبتي، وبأني مهما أفعل فلن يسامحني الله ـ حشاه سبحانه ـ، فقط اليوم الجمعة أثلج الله قلبي بفتوى للإمام بن باز رحمه الله تعالى، ومفادها أن الله عز وجل يقبل التوبة النصوح بشروطها الثلاث، مالم تكن متعلقة بحقوق الغير، فلها شرط رابع؛ وهو المسامحة أو القصاص، والسؤال هنا:
أنا كنت أعمل بمتجر داخل مركز تجاري خارج بلدي، وهذا المركز التجاري كان يعطي كوبونات متنوعة القيمة، من خلال عجلة دوارة يتم لفها بواسطة صاحب الفاتورة، من شروط ذلك امتلاك فاتورة أصلية، أو المشتري الأصلي، وحسبما يشير سهم العجلة الدوارة تحدد القيمة التي ستحصل عليها، وكانت القيم ما بين لا شيء إلى 150 تقريباً؛ لتشجيع الزائرين على الشراء، وفى بعض الأحيان كان بعض المشترين لا يأخذون الفاتورة، وبعضهم لا يطلبها، وفي كلا الحالتين كنت أحتفظ انا بها، وأتواصل مع أحد الأصدقاء ليقوم بتقديمها للمسؤولين عن هذا العرض، ويقوم بلف العجلة، ويتم تقسيم ما يتم الحصول عليه من كوبونات بيني وبينه، ثم نستخدمها لاحقا في شراء بعض الملابس، أو ما شابه، مع العلم أن هذه الكوبونات يتم استبدالها بقيمتها المدونة عليها لاحقا بين إدارة المركز التجاري والمتاجر التي تقبل هذه الكوبونات.
ماذا علي فعله لكي أتحرر من مثل هذا الأمر العالق برأسي؟
كان يستخدم الفواتير التي لم يأخذها الزبائن ويأخذ كوبونات الجوائز ويربح، فما الذي يلزمه؟
السؤال: 362294
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
أولا:
هذه الكوبونات لا تجوز إلا بشرطين:
1-أن تباع السلع بسعرها المعتاد.
2-أن يكون غرض المشتري شراء السلعة، وليس الحصول على الكوبونات؛ وإلا كان مقامرا.
وينظر الخلاف في حكم الكوبونات، وبيان القول بالجواز بهذين الشرطين في جواب السؤال رقم:(22862).
ثانيا:
الهدف من هذه الكوبونات هو تشجيع الزائرين على الشراء، والإدارة تأخذ قيمتها من المحلات كما ذكرت، وهي هبة مشروطة بالشراء، وليست هبة مطلقة لكل من دخل المتجر أو المركز.
وعليه؛ فإنه لا يحل لك أخذ الكوبونات ما دمت لم تشتر، ولم تحصل على فاتورة تسمح لك بالمشاركة.
والواجب عليك أحد أمرين:
1-التحلل من أصحاب المحلات- وليس من إدارة المركز- فإن سمحوا لك، فالأمر لهم، وإلا لزمك رد ما أخذت.
2-رد المال إلى المحلات، بأي وسيلة، ولو دون علمهم.
ونسأل الله أن يتقبل توبتك.
والله أعلم.
هل انتفعت بهذه الإجابة؟
المصدر:
موقع الإسلام سؤال وجواب