0 / 0
29,34706/04/2022

تحصل له رجفة في الصلاة وعند قراءة القرآن وأحيانا بغير ذلك فهل هي من خشية الله؟

السؤال: 364914

أكثر الأحيان تأتيني رجفة عند الصلاة، أو قراءة القرآن، أو الدعاء، وأحيانا برود في الظهر، فهل هذه الرجفة التي قال عنها سبحانه وتقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم، ولكنني أحيانا بدون صلاة أو دعاء تأتيني الرجفة، ولكن الأكثر جدا في الصلاة، فهل هذا من الخشية، أم ماذا؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

قال الله تعالى: (اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ) الزمر/23.

قال القرطبي رحمه الله في تفسيره (15/ 249): "فيه ثلاث مسائل : الأولى …. (تقشعر) تضطرب وتتحرك بالخوف مما فيه من الوعيد. (ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله) أي عند آية الرحمة. وقيل: إلى العمل بكتاب الله والتصديق به. وقيل:" إلى ذكر الله" يعني الإسلام.

الثانية: عن أسماء بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما قالت: كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، إذا قرى عليهم القرآن كما نعتهم الله؛ تدمع أعينهم وتقشعر جلودهم. قيل لها: فإن أناسا اليوم إذا قرى عليهم القرآن خر أحدهم مغشيا عليه. فقالت: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم…

وعن العباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( إذا اقشعر جلد المؤمن من مخافة الله تحاتت عنه خطاياه كما يتحات عن الشجرة البالية ورقها).

وعن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (ما اقشعر جلد عبد من خشية الله إلا حرمه الله على النار).

وعن شهر بن حوشب عن أم الدرداء قالت: إنما الوجل في قلب الرجل كاحتراق السعفة، أما تجد إلا قشعريرة؟ قلت: بلى، قالت: فادع الله فإن الدعاء عند ذلك مستجاب.

وعن ثابت البناني قال: قال فلان: إني لأعلم متى يستجاب لي. قالوا: ومن أين تعلم ذلك؟ قال: إذا اقشعر جلدي، ووجل قلبي، وفاضت عيناي، فذلك حين يستجاب لي.

يقال: اقشعر جلد الرجل اقشعرارا فهو مقشعر والجمع قشاعر فتحذف الميم، لأنها زائدة، يقال أخذته قشعريرة. قال امرؤ القيس:

فبت أكابد ليل التما    ** مِ، والقلب من خشيةٍ مقشعر

وقيل: إن القرآن لما كان في غاية الجزالة والبلاغة، فكانوا إذا رأوا عجزهم عن معارضته، اقشعرت الجلود منه إعظاما له، وتعجبا من حسن ترصيعه وتهيبا لما فيه، وهو كقوله تعالى: (لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله) [الحشر: 21]، فالتصدع قريب من الاقشعرار، والخشوع قريب من قوله: (ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله) ومعنى لين القلب: رقته وطمأنينته وسكونه" انتهى.

وحديث العباس رواه أبو الشيخ ابن حيان في "الثواب"، والبيهقي واللفظ له، وضعفه الألباني في "ضعيف الترغيب والترهيب" (1942).

وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(10/310): " رواه البزار، وفيه أم كلثوم بنت العباس ولم أعرفها، وبقية رجاله ثقات" انتهى.

وحديث ابن عباس لم نقف عليه.

فإذا كانت القشعريرة تحصل لك من ذكر النار والعذاب، فهذا من علامات الخير.

وإذا كانت تحصل دون سماع القرآن والوعد والوعيد، أو تذكّرهما، أو تذكر عظمة الله، فهذا أمر آخر، وربما يفيدك بشأنه الأطباء.

والله أعلم.

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android