كنت قد امتحنت في الثانوية العامة، والحمد لله لم أغش، مع العلم أن الغش كان كثيرا، وكان باستطاعتي أن أفعل، وعندما ظهرت النتيجة نجحت، ولكن المجموع لم يكن كافياً لدخولي الطب، فانتهرني أبواي؛ لأنني لم أغش مثل الذين غشوا، وحصلوا على الدرجات العالية، وقد قدم لي أبي في كلية التمريض، وجلب واسطة، لتجنب رسوبي في امتحان القبول، وقال لي: سيسألونك من الأسئلة عما إذا ما كنت قد أجريت عمليةً جراحية من قبل أم لا، وأن أقول لا، مع العلم أنني أجريت عملية في ذراعي، ولكنها لم تؤثر عليه، غير وجود مكان الجرح، ولكني لا أعلم، هل كانوا سيرفضونني؛ لأنني غير لائق طبياً أم لا، ولكنني أجريت غيرها من الكشوفات الطبية، ونجحت، وللأسف فعلت ما قال لي، وأنا الآن نادم لأنني بنجاحي أكون قد أخذت مقعداً ربما لم يكن من حقي. فهل هذه شهادة زور؟ وهل إذا التحقت بالجامعة، وأخذت الشهادة وعملت بها يكون، مالي كله حرام؟
كذب في مقابلة القبول بالجامعة فهل سيكون راتبه حراما؟
السؤال: 381180
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
أولا :
الكذب ممن أقبح الذنوب التي يلقى العبدُ بها ربَّه، وقد أخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم أنه من صفات المنافقين، فقال صلى الله عليه وسلم : آيَةُ الْمُنَافِقِ ثَلَاثٌ : إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ ، وَإِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ رواه البخاري (33)، ومسلم(59) .
كما أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن الكذب يؤول بصاحبه إلى النار، فقال صلى الله عليه وسلم : إِيَّاكُمْ وَالْكَذِبَ ، فَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ ، وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ، وَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَكْذِبُ وَيَتَحَرَّى الْكَذِبَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا رواه البخاري (6094)، ومسلم (2607)
وقد أحسنت بندمك على ما فعلت ، وينبغي أن ينضم إلى ذلك العزم على ألا تعود إلى الكذب مرة أخرى .
ثانيا :
لا يظهر لنا أنه يلزمك أكثر مما سبق حتى تصح توبتك، لأنك لست على يقين بأنهم إن علموا بالعملية الجراحية التي كنت عملتها في يدك أنهم سيرفضون التحاقك بالكلية، ما دامت العملية لم تؤثر على يدك، ولا صحتك .
ومعلوم أن الطلبة الذين يلتحقون بكلية الطب، لا يشترط فيهم ألا يكونوا أجروا عملية جراحية من قبل، فلا معنى لتعليق كلية التمريض ونحوها على إجراء عملية جراحية من عدمه. وليست هي كلية عسكرية أو رياضية يـتأثر الداخل فيها بمثل ذلك.
وبناء على هذا، فلا يظهر أنك قد أخذت مكان غيرك في الدراسة، ولا أن شهادتك وراتبك سيكون حراما .
فاجتهد في تصحيح توبتك وتكميلها ، وأن تكون صادقا في أمورك كلها ، قال الله تعالى :يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ التوبة/119.
وينظر للفائدة: جواب السؤال رقم:(279129).
والله أعلم .
هل انتفعت بهذه الإجابة؟
المصدر:
موقع الإسلام سؤال وجواب
موضوعات ذات صلة