هل لزوجها أن يترك الإفطار معها ليفطر في المسجد
السؤال: 38135
هل الإفطار في المسجد مع الجماعة أهم من الإفطار في البيت مع الزوجة إذا كانت حامل ولا تستطيع مغادرة البيت بسبب التعب ؟
تزوجت منذ أشهر وهذا أول رمضان أقضيه مع زوجي وحتى الآن لم يفطر معي ولا مرة واحدة في البيت ، يفطر في المسجد ولا يرجع حتى العاشرة مساء ، فهل هذا تصرف صحيح إسلامياً ؟ أرجو أن تجيب فأنا مسلمة جديدة وزوجي مسلم في الأصل ويقول لي بأن هذه تعاليم الإسلام ولا أظن بأن هذا من تعاليم الإسلام .
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
لا شك أن من معاشرة الزوجة بالمعروف أن يقوم الزوج بما يلزم
زوجته في شؤون دينها ودنياها ، وما يجب عليه تجاهها ، ومن أولى الأشياء الواجبة على
الزوج تجاه زوجه أن يعلمها أمر دينها وعقيدتها على الوجه الذي أمر الله تعالى به ،
ولا شك أن قول زوجك لك إن ما فعله هو ما تمليه عليه تعاليم الإسلام غير صحيح ، وهو
من القول على الله بلا علم ، إذ إن النبي صلى الله عليه وسلم مع ما كان عليه من
صحبته لأصحابه ، واهتمامه بأمرهم وقضاء حوائجهم ، كان في خدمة أهله ورعايتهم ، فعن
الأسود قال : سألت عائشة ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يصنع في بيته قالت : (
كان يكون في مهنة أهله تعني خدمة أهله فإذا حضرت الصلاة خرج إلى الصلاة )
رواه البخاري برقم 644 ، وقد قال تعالى : ( وعاشروهن بالمعروف ) ،
وهذا يدل على أن العشرة بالمعروف أساس الحياة الزوجية التي أمر الله تعالى بها .
ومن المعلوم أن الإفطار مع الزوجة ولو في بعض الأيام نوع من
أنواع العشرة بالمعروف لاسيما في بدايات الحياة الزوجية التي يهدف الشرع إلى تحقيق
كلّ ما يقويها ، خاصة إذا كانت الزوجة تشعر بالوحشة من عدم هذا كما أنه فرصة
لتعليمها بصورة تطبيقية جملة من سنن الإفطار وآدابه .
وبناء على ما سبق فإننا نوجه الزوج الكريم إلى الاهتمام بأمر
بيته وزوجه ، ورعايتهم وعدم التقصير في حقهم ، وليعلم أن قيامه على شؤون بيته له
فيها أجر ، أكثر من قيامه على شؤون من ليسوا من أهل بيته ، ولهذا قال النبي صلى
الله عليه وسلم : ( إن الصدقة على المسكين صدقة وعلى ذي الرحم اثنتان صدقة وصلة )
رواه النسائي برقم 2528 ، وصححه الألباني وقال صلى الله عليه
وسلم : ( ابدأ بمن تعول ) رواه البخاري برقم 1360 ، ومسلم برقم 1034
، وليس معنى هذا أنه يجب عليه وجوبا شرعيا أن يفطر كل يوم مع زوجته
، لكن لا شك أن من البر بالزوجة وأهل البيت أن يؤنسهم في وحشتهم ، وأن يكون معهم
إذا احتاجوه في بعض شؤونهم ، لاسيما أن السائلة تقول إنها متعبة بسبب الحمل ، كما
إن من البر بالزوجة وأهل البيت أن يكون هينا لينا معهم ، يسامرهم ، ويقوم عليهم ،
وليس من البر ما يقوم به بعض الرجال ، حيث تراهم يسهرون على راحة أصدقائهم ،
وبالمقابل لا يبالون بأهل بيتهم وأزواجهم ، نسأل الله أن يصلح أحوال المسلمين .
والله أعلم .
المصدر:
الإسلام سؤال وجواب
هل انتفعت بهذه الإجابة؟