المساجد يوم الجمعة تمتليء بالمصلين، ونصلي بالشارع، فهل يجوز لي الانتظار في السيارة، والاستماع للخطبة من السياره حتى وقت الصلاة؟
حكم الجلوس في السيارة أثناء خطبة الجمعة لأن المسجد مزدحم والناس يجلسون في الشارع
السؤال: 387814
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
يجب على من سمع الأذان الثاني للجمعة أن يسعى إليها ، إذا كان ممن تجب عليه الجمعة، ويحرم تأخره، فإن كان منزله بعيداً وجب عليه أن يسعى لها قبل النداء ليدرك الخطبة والصلاة ؛ لأن إدراكهما واجب، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب.
قال الله عز وجل: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ الجمعة/9
قال في "شرح منتهى الإرادات" (1/ 320): " (ويجب سعي) للجمعة (بالنداء الثاني) لقوله تعالى: إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله [الجمعة: 9] الآية وخص الثاني لأنه الذي كان على عهده صلى الله عليه وسلم .
(إلا بعيد منزل عن) موضع الجمعة ، (فـ) يجب سعيه (في وقت يدركها) كلها إذا سعى فيه" انتهى.
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :"يجب على الإنسان إذا سمع أذان الجمعة ، وهو الأذان الذي يكون عند حضور الإمام ، أن يسعى إليها ليدرك الاستماع للخطبة والصلاة كاملة ، أما قبل أن يؤذن الأذان الثاني فإنه لا يجب الحضور . قال أهل العلم : إلا من كان منزله بعيدا ، بحيث لا يصل إلى المسجد إلا بعد الأذان الثاني : فيجب أن يسعى إلى الجمعة ، بحيث يصل إلى المسجد عند الأذان الثاني " انتهى من "فتاوى نور على الدرب" (188/15).
فيحرم التأخر عن شيء من الخطبة، وتأثم بذلك، وجلوسك في السيارة لا يعد حضورا للخطبة، بل يلزم أن يكون ذلك مع المصلين، سواء صلوا في مسجد أو غيره.
ولو أنك امتثلت لأمر الله ، وبكرت بالحضور : لوجدت مكانا داخل المسجد، كما وجده من سبقك.
فإن جئت متأخرا ، والناس في الشارع : لزمك الجلوس معهم، ولا يحل بقاؤك في السيارة أثناء الخطبة، فإن حضورها واجب.
وانظر: هل يجد الجالس في سيارته، كما تريد أن تفعل، شيئا من معنى "الجمعة" التي يجتمع الناس فيها، وإليها؟!
ولو كان الجلوس في السيارة مجزئا ، لجاز لجيران المسجد ولأصحاب الدكاكين البقاء في محالهم إلى فراغ الخطبة، وهذا كله محرم مناف للأمر بالسعي لها.
فإن فرض أن المسجد صغير يمتلئ قبل النداء الثاني، فصل في غيره.
واعلم أن التبكير للجمعة ثوابه عظيم، وفضله كبير؛ لما روى أبو داود (345)، والترمذي (496) وحسنه ، عن أوس بْنُ أَوْسٍ الثَّقَفِيُّ رضي الله عنه قال : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: مَنْ غَسَّلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَاغْتَسَلَ ثُمَّ بَكَّرَ وَابْتَكَرَ وَمَشَى وَلَمْ يَرْكَبْ وَدَنَا مِنْ الْإِمَامِ فَاسْتَمَعَ وَلَمْ يَلْغُ ، كَانَ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ عَمَلُ سَنَةٍ أَجْرُ صِيَامِهَا وَقِيَامِهَا وصححه الألباني في "صحيح أبي داود" وغيره .
فمن الذي يزهد في هذا الثواب العظيم ، ثم يأتي المسجد متأخرا ، فيجلس في سيارته!
نسأل الله السلامة والعافية.
والله أعلم.
هل انتفعت بهذه الإجابة؟
المصدر:
موقع الإسلام سؤال وجواب