ما حكم قول نومة إلهية عند رؤية طفل نائم؟
حكم قول نومة إلهية
السؤال: 392275
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
أولا:
لا يظهر مانع من هذا القول، لأن الظاهر أن هذا يقال على سبيل الدعاء للطفل بأن يكون نومه هادئا مفيدا له، أو أنه على وجه الخبر عن حال الطفل في نومته، أنه رزق بهذه النومة من عند الله، من غير تعب في "تنويمه" أو "هدهدة" لأجل إراحته، وتهدئته.
والحاصل:
أن ظاهر الإضافة هنا: هي إضافة "النعمة" للمنعم، سبحانه، فهي من باب: العطاء الإلهي، والرزق الرباني، ونحو ذلك.
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:
"المضاف إلى الله نوعان:
أحدهما: ما يكون منفصلًا بائنًا عنه ، قائمًا بنفسه أو قائمًا بغيره ، فإضافته إلى الله تعالى إضافة خلق وتكوين، ولا يكون ذلك إلا فيما يقصد به تشريف المضاف، أو بيان عظمة الله تعالى، لعظم المضاف …
ومن هذا النوع: إضافة الله تعالى روح آدم وعيسى إليه، وإضافة البيت وما في السماوات والأرض إليه، وإضافة الناقة إليه …
النوع الثاني: من المضاف إلى الله: ما لا يكون منفصلًا عن الله بل هو من صفاته الذاتية أو الفعلية، كوجهه، ويده، وسمعه، وبصره، واستوائه على عرشه، ونزوله إلى السماء الدنيا، ونحو ذلك، فإضافته إلى الله تعالى من باب إضافة الصفة إلى موصوفها، وليس من باب إضافة المخلوق والمملوك إلى مالكه وخالقه" انتهى من "مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين" (3/106).
وقال الطاهر بن عاشور رحمه الله في تفسير قوله تعالى: فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ سورة الفتح/26. قال:
"فدلّ على شرف السكينة بإضافتها إلى اسم ذاته" انتهى بتصرف يسير.
وينظر للفائدة: جواب السؤال رقم:(160556).
ثانيا:
لعل السائل استشكل هذه العبارة، لأنها توهم إثبات النوم لله تعالى، وهذا المعنى لا يمكن أن يقصده مسلم، ولا يخطر بباله، فإن نفي النوم عن الله تعالى متقرر في نفس كل مسلم، قال الله تعالى في آية الكرسي التي هي أفضل آية في القرآن الكريم: لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ البقرة/245.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لاَ يَنَامُ ، وَلاَ يَنْبَغِى لَهُ أَنْ يَنَامَ رواه مسلم (463).
والله أعلم.
هل انتفعت بهذه الإجابة؟
المصدر:
موقع الإسلام سؤال وجواب
موضوعات ذات صلة