أود السؤال عن حكم التسمية باسم مازن؛ حيث أنني علمت أن معناه (الماطر)، فهل في ذلك شيء؟ وإن كان كذلك، فما يفعل من سمي بذلك؟
ما حكم التسمية بـ (مازن)؟
السؤال: 400170
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
اسم “مازن” من الأسماء العربية المشهورة ، والمُزْن هو السحاب، وقيل: السحاب ذو الماء .
والفعل “مَزَن” له عدة معان :
فهو بمعنى : أسرع في طلب الحاجة ، وبمعنى : أضاء وجهه .
فيكون اسم “مازن” بمعنى : المسرع في طلب الحاجة ، أو : المضيء وجهه .
والمازن أيضا : بيض النمل .
قال ابن منظور رحمه الله في “لسان العرب” (5/4194):
“المَزْنُ : الإِسراع في طلب الحاجة ، مَزَنَ يَمْزُنُ مَزْناً ومُزُوناً وتَمَزَّنَ : مضى لوجهه وذهب …
والمُزْنُ السحاب عامةٌ ، وقيل : السحاب ذو الماء ، واحدته مُزْنةٌ…
والمازِنُ بيض النمل” انتهى .
وقال الصحاب بن عباد في “المحيط” :
“والمازِنُ: الذّاهِبُ على وَجْهِهِ، وبه سُمِّي الرجُلُ مازِناً” انتهى .
وقال الزمخشري في “أساس البلاغة” (ص 428):
“وفلان يتمزّن : يتسخّى ، كأنه يتشبه بالمزن” انتهى .
وقال ابن دريد في “الاشتقاق” :
“و(مازن): اشتقاقه من شيئين: إمَّا من بَيض النَّمل، وهو يسمَّى مازناً؛ وإِمّا من المَزْن، وإما من قولهم: فلانٌ يتمزَّنُ على قومِه، أي : يتسخَّى عليهم” انتهى.
وبهذا يتبين أن اسم “مازن” له عدة معان ، إما أنه بمعنى الذاهب على وجهه ، أي : المسرع في طلب الحاجة ، وإما أنه بمعنى التشبه بالسحاب في كرمه وكثرة خيره ، وإما أنه اسم لبيض النمل.
وعلى هذا فاسم “مازن” لا حرج فيه ، ولا ينهى عنه.
ومما يؤكد ذلك : أنه قد كان بعض الصحابة يسمون بهذا الاسم ، ولم يأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم بتغييره.
منهم : مازن بن خيثمة ، ومازن بن الغضوبة .
ينظر : “الاستيعاب” لابن عبد البر (3/1344)، “الإصابة” لابن حجر (5/520) .
وأما تفسير “مازن” بالماطر، فلم نقف على ذلك، وعلى فرض صحته، فليس معناه أنه منزل المطر ، وإنما المعنى أنه يشبه السحاب الماطر، أي : الذي ينزل منه المطر، أي : أنه كثير الخير كالسحاب الماطر.
والله أعلم .
هل انتفعت بهذه الإجابة؟
المصدر:
موقع الإسلام سؤال وجواب