أنا أعيش في ألمانيا منذ خمس سنوات، وأجد صعوبة عندما أقول اسمي “يامن ” “Jamin” للألمان أو العجم بشكل عام، حيث إنهم لا يفهمونه حتى أهجّيه بالحرف، فهل من الممكن أن أضع اسم Bejamin أو بنيامين في وثيقة السفر التي سيعطونني إياها في حال حصولي على الجنسية الألمانية؛ لأتمكن من قول أن اسمي بنيامين، حيث إن اسم بنيامين شائع لديهم؟
يريد تغيير اسمه من يامن إلى بنيامين ليسهل على غير المسلمين فهمه؟
السؤال: 401203
ملخص الجواب
لا يجوز التسمي بالأسماء الخاصة بغير المسلمين. ومن الأسماء التي جرت العادة باختصاص الكفار بها: "بنيامين"؛ وعلى ذلك فلا يجوز للمسلم التسمي به. فإن كان لابد لك من تغيير اسمك، فاختر اسما خاصا بالمسلمين، كمحمد وعبد الله وعبد الرحمن، ولا حرج في تغيير الإنسان اسمه، دون تغير اسم أبيه وعائلته. وينظر الجواب المطول للأهمية ففيه زيادة بيان
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
لا يجوز التسمي بالأسماء الخاصة بغير المسلمين.
قال ابن القيم رحمه الله :”الأسماء ثلاثة أقسام :
الأول : قسم يختص المسلمين.
والثاني : قسم يختص الكفار.
والثالث : قسم مشترك.
فالأول : كمحمد، وأحمد، وأبي بكر، وعمر، وعثمان ، وعلي ، وطلحة، والزبير، فهذا النوع لا يُمَكَّنون – يعني أهل الذمة – من التسمي به .
والثاني : كجرجس، وبطرس ، ويوحنا، ومتى ونحوها، فلا يمنعون منه، ولا يجوز للمسلمين أن يتسموا بذلك؛ لما فيه من المشابهة فيما يختصون به.
والنوع الثالث : كيحيى، وعيسى ، وأيوب ، وداود ، وسليمان ، وزيد وعمرو، وعبد الله ، وعطية ، وموهوب ، وسلام ، ونحوها، فهذا لا يمنع منه أهل الذمة ولا المسلمون ” انتهى من “أحكام أهل الذمة” (3/1317).
ومن الأسماء التي جرت العادة باختصاص الكفار بها: “بنيامين”؛ وعلى ذلك فلا يجوز للمسلم التسمي به.
سئل علماء اللجنة الدائمة للإفتاء :”نحن مجموعة من الشباب وملتزمون والحمد لله، ونعمل سويا في مكان واحد ، ونسكن أيضا في مكان واحد ، ونقوم في وقت الدعابة بمناداة بعضنا البعض بأسماء غير أسمائنا، مثل ( جرجس ، بطرس ، حنا ، ميخائيل ، بنيامين ) فهل هذا حرام؟ علما بأننا لا ننادي بعضنا بها إلا على سبيل الدعابة .
فأجابوا : ” هذا العمل لا يجوز ؛ لأنه من التشبه بالكفار في أسمائهم ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : (من تشبه بقوم فهو منهم ) ، فالواجب تجنب المناداة بهذه الأسماء الأجنبية ، ولو كان ذلك من قبيل المزاح” انتهى من”فتاوى اللجنة الدائمة” (26/32).
فإن كان لابد لك من تغيير اسمك، فاختر اسما خاصا بالمسلمين، كمحمد وعبد الله وعبد الرحمن،
ولا حرج في تغيير الإنسان اسمه، دون تغير اسم أبيه وعائلته، وقد غير النبي صلى الله عليه وسلم أسماء بعض الصحابة لكونها قبيحة أو لكونها تدل على التزكية لصاحبها.
روى البخاري (6190)، وأبو داود (4956) عَنْ ابْنِ الْمُسَيَّبِ عَنْ أَبِيهِ: ” أَنَّ أَبَاهُ جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : (مَا اسْمُكَ؟) قَالَ : حَزْنٌ . قَالَ : (أَنْتَ سَهْلٌ)، قَالَ : لا أُغَيِّرُ اسْمًا سَمَّانِيهِ أَبِي . قَالَ ابْنُ الْمُسَيَّبِ : فَمَا زَالَتْ الْحُزُونَةُ فِينَا بَعْدُ”.
قال الإمام أبو داود في سننه عقبه: ” وَغَيَّرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْمَ الْعَاصِ وَعَزِيزٍ وَعَتَلَةَ وَشَيْطَانٍ وَالْحَكَمِ وَغُرَابٍ وَحُبَابٍ وَشِهَابٍ، فَسَمَّاهُ هِشَامًا وَسَمَّى حَرْبًا سَلْمًا وَسَمَّى الْمُضْطَجِعَ الْمُنْبَعِثَ، وَأَرْضًا تُسَمَّى عَفِرَةَ سَمَّاهَا خَضِرَةَ، وَشعْبَ الضَّلَالَةِ سَمَّاهُ شعْبَ الْهُدَى، وَبَنُو الزِّنْيَةِ سَمَّاهُمْ بَنِي الرِّشْدَةِ، وَسَمَّى بَنِي مُغْوِيَةَ بَنِي رِشْدَةَ ” انتهى .
وفي “الموسوعة الفقهية” (11/337): ” يَجُوزُ تَغْيِيرُ الاِسْمِ عُمُومًا، وَيُسَنُّ تَحْسِينُهُ، وَيُسَنُّ تَغْيِيرُ الاِسْمِ الْقَبِيحِ إِلَى الْحَسَنِ” انتهى .
واحذر من اختيار اسم لا يدل على إسلامك، فهذا من جملة ما يؤدي إلى الانسلاخ من الدين عياذا بالله، ثم يكون له أثره السيء على الأولاد في ذلك أيضا.
والله أعلم.
هل انتفعت بهذه الإجابة؟
المصدر:
موقع الإسلام سؤال وجواب