تسألني صديقتي قائلة: احتلمت في نهار رمضان، وأثناء الإحساس بالذروة أمسكت نفسي، قائلة حتى لا يفسد الصوم، وقلت: لقد أمسكت نفسي إذا ليس علي غسل، ولم أنتبه لثيابي، هل بها ماء أم لا، ونسيت الأمر تماما، وبعد أيام تذكرت الأمر ثانية، وعدت إلى الثياب في الغسالة، وجدت إفرازات صفراء، ذات رائحة كريهة، رجحت أنها من الالتهابات المهبلية؛ لأن عادة ما يحدث لي هذا، وأكملت عباداتي، لكن مازال الشك يقتلني. السؤال: هل علي غسل؟ وهل نزل الماء؟ وهل علي إعادة ما صمته؟ وهل إن اغتسلت بنية الطهر من الجنابة يلزمني إعادة ما قدمت من عبادات، وإن لم أغتسل هل يجب علي إعادة ما قمت به من عبادات؟ وأريد أن أسأل أهل العلم؛ لعلى أتيقن من أمري، وللعلم لا أعرف الفرق برائحة طلع النخل؛ لأني لم أشمها من قبل، ويختلط علي أمري إذا هي رائحة عجين، أم افرازاتي من الإلتهابات.
احتلمت في نهار رمضان وأمسكت نفسها عن الإنزال ثم رأت إفرازات لها رائحة كريهة
السؤال: 408136
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
أولا:
الاحتلام، ونزول المني منه في نومه: لا يفسد الصوم، ولا ينبغي للإنسان حبس نفسه عن الإنزال في الاحتلام؛ لأنه قد يكون مضرا.
قال ابن قدامة رحمه الله في "المغني" (3/128): "ولو احتلم لم يفسد صومه، لأنه عن غير اختيار منه، فأشبه ما لو دخل حلقه شيء وهو نائم" انتهى.
ثانيا:
إذا كان الأمر كما ذكرت من حبس النفس عن الإنزال في النوم، وكون الإفرازات لها رائحة كريهة، وكون المسئول عنها تصيبها الالتهابات المهبلية، فالظاهر أن هذا ليس منيا؛ لأن رائحة المني ليست كريهة، وهي كرائحة طلع النخل أو العجين.
وعليه؛ فلا يلزمها الغسل، ولا إعادة شيء من الصلوات.
ولو احتاطت، فاغتسلت، وأعادت ما صلت بعد ذلك النوم: فهو خير لها، ويدفع عنها الوسواس.
وأما الصوم فيصح ولو كان قد خرج منها المني.
والله أعلم.
هل انتفعت بهذه الإجابة؟
المصدر:
موقع الإسلام سؤال وجواب