0 / 0
5,06123/04/2023

هل يقول (ما شاء الله) عندما يرى شيئًا محرمًا؟

السؤال: 409933

هل يجوز قول ما شاء الله للأشياء الخاطئة المحرمة؟ مثلا :عندما ترى شخصا يرتدي ملابس محرمة، هل يمكن أن تقول ما شاء الله؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

المعروف أن كلمة “ما شاء الله” ، يقولها الناس، إذا رأى أحدهم شيئا يعجبه ويسره من نعم الله تعالى، وذلك حتى يدفع عنه العين، أو يقع في نفسه شيء من الكبر أو العجب .

قال الله تعالى : (وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مَالًا وَوَلَدًا) .

قال ابن كثير رحمه الله : “هذا تحضيض، وحث على ذلك، أي: هلا إذا أعجبتك حين دخلتها، ونظرت إليها، حمدت الله على ما أنعم به عليك، وأعطاك من المال والولد ما لم يعطه غيرك، وقلت: ما شاء الله لا قوة إلا بالله.

ولهذا قال بعض السلف: من أعجبه شيء من حاله، أو ماله، أو ولده، فليقل: ما شاء الله لا قوة إلا بالله؛ وهذا مأخوذ من هذه الآية الكريمة.

وقد روي فيه حديث مرفوع، أخرجه الحافظ أبو يعلى الموصلي في مسنده: حدثنا جراح بن مخلد، حدثنا عمر بن يونس، حدثنا عيسى بن عون، حدثنا عبد الملك بن زرارة، عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما أنعم الله على عبد نعمة من أهل، أو مال، أو ولد، فيقول: ما شاء الله لا قوة إلا بالله فيرى فيه آفة دون الموت. وكان يتأول هذه الآية: ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله)” انتهى .

وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: “فإذا رأى الإنسان ما يعجبه، وخاف من حسد العين، فإنه يقول: ما شاء الله تبارك الله، حتى لا يصاب المشهود بالعين، وكذلك إذا رأى الإنسان ما يعجبه في ماله، فليقل: ما شاء الله لا قوة إلا بالله؛ لئلا يعجب بنفسه، وتزهو به نفسه في هذا المال الذي أعجبه، فإذا قال: ما شاء الله لا قوة إلا بالله، فقد وكل الأمر إلى أهله تبارك وتعالى” انتهى، من “فتاوى نور على الدرب”.

وينظر للفائدة: جواب السؤال رقم: (130786). 

وعلى هذا، فلا يشرع للمسلم إذا رأى معصية لله تعالى أن يقول : ما شاء الله .

لكن يشرع له أن يسترجع ؛ فإن هذه المعصية مصيبة في الدين، والاسترجاع عند نزول المصيبة مشروع. وقد كثر ذلك في لسان السلف.

فمن ذلك:

قال الحسن البصري، رحمه الله:

” إن الناس كانوا مسرة، واليُسر لا يزيد الرجل إلا خيرا؛ وليس مَن جرَّب كمن لم يُجرِّب.

فالناس اليوم يذهبون سِفالا، سفالا !!

قلَّت الأمانة، واشتد الشُّح، وفَشَت القطيعة، وظهرت البدع، وتُرِكت السنن؛ فإنا لله وإنا إليه راجعون.

والله ما من رجل اليومَ بصيرٍ بهذا الدين، يضع بصره؛ إلا وهو محزون مما يراعي من الناس، ومما يراعي من نفسه!!

ذهبت الوجوه والمعارف؛ وظهرت النكر؛ فلا تكاد تعرف شيئا “!!

رواه ابن أبي الدنيا في “الهم والحزن” – ضمن موسوعته – درا أطلس الخضرا (6/381).

وقال الإمام، شيخ الإسلام: عبد الله ابن المبارك، رحمه الله:

” اعلمْ أني أرى أن الموت اليوم كرامة لكل مسلم لقي الله على السنة ؛ فإنا لله وإنا إليه راجعون ، فإلى الله نشكو وحشتنا، وذهاب الإخوان، وقلة الأعوان، وظهور البدع، وإلى الله نشكو عظيم ما حل بهذه الأمة ؛ من ذهاب العلماء، وأهل السنة، وظهور البدع ) .

رواه ابن وضاح في “البدع والنهي عنها” (97).

والله أعلم

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android