حكم العمل في شركة تبث قنوات فضائية
السؤال: 41105
أبعث إليكم هذه الرسالة بعد أن ضاق صدري من هذه الأزمة ، وهى : مكان العمل الذي أعمل فيه ، وهى : قناة فضائية من قنواتها قناة : اقرأ الدينية التي تعرض برامج دينية ، ولكن توجد قنوات مثل الموسيقى والأفلام العربية ، ماذا أفعل وأنا شاب بفضل الله سبحانه وتعالى ملتزم وملتحي أنفّذ سنة النّبي صلى الله علية وسلم ، وطبيعة عملي هو سنترال الشركة ، أقوم بالرد على التليفونات ثم أحولها إلى الموظف ، والعكس ، ومع ذلك أقوم بالبحث عن عمل آخر ، ولكني لم أجد ، وفي قلبي قلق من هذه الوظيفة وكلما أسمع حديث النبي صلى الله علية وسلم لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع من ضمنها : المال . أقلق من شأن ذلك فأرجو منكم النّصيحة.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
نسأل الله تعالى أن يوفقك لما فيه خير دينك ودنياه ، ونسأل تعالى
أن يرزقك رزقاً طيباً وأن يبارك لك فيه .
وعملك في هذه الشركة لا يجوز ، وهو كسب محرَّم ، فهي تدير قنوات
الفجور والانحراف والضلال .
وقد نهى الله تعالى عن مباشرة الإثم ومخالطة الحرام ، ونهي أيضاً
عن الإعانة عليه .
قال الله تعالى : ) قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ
مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ
تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى
اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ ) الأعراف/33 ، وقال : (
وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ
وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ )
المائدة/2 .
والمتأمل في أحوال هذه القنوات الهابطة ليعجب من جرأة هؤلاء على
نشر الفاحشة ومحاربة الشرع والأخلاق الفاضلة ، وكل انحراف تسببه هذه القنوات أو
فتنة لدين أحد أو تضليل : فإن للقائمين عليها والعاملين بها نصيب من إثم ذلك
قال الله تعالى : ( لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ
الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلا
سَاءَ مَا يَزِرُونَ ) النحل/25 .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم
: ” … ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من
آثامهم شيئاً ” . رواه مسلم ( 2674 ) .
فالنصيحة لك هو ترك هذا العمل ، والبحث عن عمل آخر حلال طيب ،
ولتصبر على ما ستلاقيه من تعب ونصَب ؛ فسلعة الله غالية ، وليس المهم هو العمل بل
المهم هو أن يكون حلالاً ، واحذر أن ينبت جسدك من السحت ، واعلم أنه لن تموت نفس
حتى تستوفي رزقها وأجلها ، واقرأ هذا الحديث جيداً وتفكر فيه :
قال النبي صلى الله عليه وسلم : ” إنه ليس شيء يقربكم إلى الجنة
إلا قد أمرتكم به وليس شيء يقربكم إلى النار إلا قد نهيتكم عنه ، إن روح القدس نفث
في روعي إن نفسا لا تموت حتى تستكمل رزقها ، فاتقوا الله وأجملوا في الطلب ، ولا
يحملنكم استبطاء الرزق أن تطلبوه بمعاصي الله ؛ فإن الله لا يدرك ما عنده إلا
بطاعته ” – انظر ” السلسلة الصحيحة ” ( 2866 ) – .
واعلم أن الله تعالى قد أمر بالأكل من الطيبات ، وأخبر أن المال
الحرام مما يمنع من استجابة الدعاء :
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم : ” إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين
فقال : ( يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا إني بما تعملون عليم ) ،
وقال : ( يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم ) ، ثم ذكر الرجل يطيل
السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يا رب يا رب ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه
حرام وغذِّي بالحرام فأنَّى يستجاب لذلك ” . رواه مسلم ( 1015 ) .
فاستعن بالله تعالى ، واحتسب الأجر من الله ، ونسأل الله لك
التوفيق .
والله أعلم .
المصدر:
الإسلام سؤال وجواب
هل انتفعتم بهذه الإجابة؟