0 / 0
2,50406/05/2023

كتاب (تفتي الكاهنة)، هل فيه مخالفات شرعية؟

السؤال: 424532

كتاب الكاهنة تافتي، هل هناك تعارض ما بين الشريعة الإسلامية وما تطرحه لنا!؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولًا:

كتاب: "تفتي الكاهنة"، تأليف: فاديم زيلاند، هو واحد من كتب هذا المؤلف الروسي الغامض الذي لا يوجد توثيق لاسمه وحقيقة شخصيته.

وجاء في النبذة التعريفية بالكتاب: "في هذا الكتاب روايات عن المغامرات المذهلة التي أتتها الكاهنة في الواقع الحقيقي، وشاركها فيها أصدقاؤها. لكنْ لا تظنن أبداً أنّ هذا فانتازيا، أو فانتازيا خالصة. وإذا كنتَ لا تريد أن توقن، فأنت وشأنك، لا توقن، وإذا كنتَ تريد أن توقن، إذن أيقن. إنَّك لن تستطيع أن تحمل معك، إلى حياتك، العصا السحرية، ولا المقدرات الخارقة التي تملكها الشخصيات الخيالية. لكنَّك تستطيع أن تحمل إليها تقنيات الرواية".

ثانيًا:

في هذا الكتاب مجموعة كبيرة من المخالفات والخرافات نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر

١- اسم الكتاب نفسه، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أتى كاهنا أو عرافا فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم أخرجه أحمد(9536).

والكتاب وإن كان ذكر الكاهنة فيه مجازيًا لكن الكتاب ليس رواية خيالية وإنما هو يخبر بشيء يعده علمًا وحقًا مجريًا إياه على لسان كاهنة وهذا مما يتوقاه المؤمن.

٢- يقرر المؤلف أن ما أسماه المكون الأعلى يخلق ولا يحكم فيقول: "المكون الأعلى لا يحكمكم- وما الجدوى فأنتم على كل حال غير مطيعين-هو يكونكم".ص/89

٣- جعل الناس عاجزين فاقدي الإرادة تماما، وهذا ما يسمى في التاريخ الإسلامي: عقيدة الجبر، جاء في ص١٠: "في الحلم واليقظة أنتم تنامون. ولهذا فهناك وهنا أنتم عاجزون. وكلا الواقعان موجود بغير إرادتكم…"

٤- جعل الحلم والواقع شيئا واحدا، وادعاء القدرة على التحكم فيهما بخطوات معينة، جاء في ص١٢: "أما الواقع والحلم: فهما في الحقيقة شيء واحد. الواقع أنتم به تحلمون أيضا.. والآن إليكم الإرشادات لأجل الاستيقاظ في الحلم أو في اليقظة…"

٥- غموض تصوره عن الله، بل بعده عن التصور الإسلامي الصحيح عن الله العلي العظيم، سواء كان تصورا مجملا أو مفصلا؛ مقتصرًا على ما أسماه المكون الأعلى. جاء في ص ٣١: "الشكر للمكون الأعلى، لإتاحته لنا فرصة تحريك الصورة"

٦- في الكتاب تقرير لمعتقد كفري، وهو: "تناسخ الأرواح"، فيقول المؤلف: "حياتكم، بالأحرى وجودكم-الروح- تنتقل من جسد إلى آخر.. وجود الروح في الجسد هو أحد أشكال تواجدها، والجسد نوع من أنواع أغلفة الروح".

والاعتقاد بتناسخ الأوراح: اعتقاد كفري، لا إشكال فيه.

وقد سئلت اللجنة الدائمة: "لقد قال لنا أستاذ الفلسفة: أن الروح تنتقل من إنسان إلى آخر فهل هذا صحيح، وإن كان صحيحًا فكيف أن الروح هي التي تعذب وتحاسب وإن انتقلت فيحاسب الإِنسان الآخر؟"

فأجابت: "ما ذكره لكم أستاذ الفلسفة من أن الروح تنتقل من إنسان إلى آخر ليس بصحيح، والأصل في ذلك قوله تعالى: "وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ"، وجاء تفسير هذه الآية فيما رواه مالك في موطئه، أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه سئل عن هذه الآية: "وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ". فقال عمر رضي الله عنه: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يُسأل عنها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله تعالى خلق آدم ثم مسح ظهره بيمينه فاستخرج منه ذريته، فقال: خلقت هؤلاء للجنة وبعمل أهل الجنة يعملون، ثم مسح ظهره فاستخرج منه ذرية فقال: خلقت هؤلاء للنار وبعمل أهل النار يعملون" الحديث.

قال ابن عبد البر: معنى هذا الحديث، قد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم من وجوه ثابتة كثيرة، من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه وعبد الله بن مسعود وعلي بن أبي طالب وأبي هريرة رضي الله عنهم أجمعين وغيرهم. وقد أجمع أهل السنة والجماعة على ذلك، وذكروا: أن القول بانتقال الروح من جسم إلى آخر هو قول أهل التناسخ، وهم من أكفر الناس، وقولهم هذا من أبطل الباطل".

 انتهى من "فتاوى اللجنة الدائمة" (2/434-435).

ثالثًا: هذا الكتاب ينتمي إلى نفس الحقل الذي تنتمي له كتابات: "حركة العصر الجديد" وكتابات "الطاقة" وهو حقل مُعرض عن الأديان بالكلية، يسعى لإيجاد روحانيات بديلة، منسلخة من الشرائع لا تتقيد بها، ولعل صعوبة أساليب هذا المؤلف هي ما أعاقت وجود من يقوم بمحاولة أسلمة لهذه الأفكار المنحرفة، كما وجد من يحاول أسلمة خرافات الطاقة، فالواجب هو الحذر المبكر من هذه الضلالات.
 

وانظر جواب هذا السؤال ففيه مثال لأحد مروجي هذه الخرافات: (178938(

والله أعلم.

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android